الفرق بين مطلق الإيمان والإيمان المطلق ؟

0

الفرق بين مطلق الإيمان والإيمان المطلق ؟ والثمرة المترتبة على ذلك؟
ســـؤال أجــاب عنه الشيخ/ عبد الرحمن السحيم .حفظه الله
قال الشيخ محمد خليل هراس في " شرح الواسطية " :

وَأَمَّا الْفَاسِقُ الْمِلِّيُّ الَّذِي يَرْتَكِبُ بَعْضَ الْكَبَائِرِ مَعَ اعْتِقَادِهِ حُرْمَتَهَا ؛ فَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْجَمَاعَةِ لا يَسْلُبُونَ عَنْهُ اسْمَ الإِيمَانِ بِالْكُلِّيَّةِ ، وَلا يُخَلِّدُونَهُ فِي النَّارِ ؛ كَمَا تَقُولُ الْمُعْتَزِلَةُ وَالْخَوَارِجُ ، بَلْ هُوَ عِنْدَهُمْ مُؤْمِنٌ نَاقِصُ الإِيمَانِ ، قَدْ نَقَصَ مِنْ إِيمَانِهِ بِقَدْرِ مَعْصِيَتِهِ ، أَوْ هُوَ مُؤْمِنٌ فَاسِقٌ ، لا يُعْطُونَهُ اسْمَ الإِيمَانِ الْمُطْلَقِ ، وَلا يَسْلُبُونَهُ مُطْلَقَ الإِيمَانِ .
وَأَدِلَّةُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ دَالَّةٌ عَلَى مَا ذَكَرَهُ الْمُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللَّهُ مِنْ ثُبُوتِ مُطْلَقِ الإِيمَانِ مَعَ الْمَعْصِيَةِ . اهـ .

وقال ابن القيم : فائدة الأمر المطلق ومطلق الأمر
ثم ذَكَر تحته فوائد ، ثم قال :
من بعض أمثلة هذه القاعدة : الإيمان المطلق ومطلق الإيمان ؛ فالإيمان المطْلَق لا يُطلق إلاَّ على الكامل الكمال المأمور به ، ومطلق الإيمان يُطْلَق على الناقص والكامل ، ولهذا نفى النبي صلى الله عليه وسلم الإيمان المطلق عن الزاني وشارب الخمر والسارق ، ولم يَنْفِ عنه مُطْلَق الإيمان (1). اهـ .


فَمُطْلَق الإيمان يعني أصْل الإيمان ، وهذا يُطلَق على العاصي ، ولا يُوصَف بالإيمان الْمُطْلَق .
والإيمان المطلق كَمَال الإيمان ، وهذا يُطلَق على المؤمن الذي لا يتلبّس بِمعصية ، ولا يأتي بِما يُفَسَّق بسببه .

والله تعالى أعلم .

المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مكتب الدعوة والإرشاد
*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*.*
(1)
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"لَا يَزْنِي الزَّانِي حِينَ يَزْنِي وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَا يَشْرَبُ الْخَمْرَ حِينَ يَشْرَبُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَا يَسْرِقُ حِينَ يَسْرِقُ وَهُوَ مُؤْمِنٌ ، وَلَا يَنْتَهِبُ نُهْبَةً يَرْفَعُ النَّاسُ إِلَيْهِ فِيهَا أَبْصَارَهُمْ حِينَ يَنْتَهِبُهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ "

(رواه البخــاري / الجــامع الصحيح /كتاب المظالم والغصب /
بَاب النُّهْبَى بِغَيْرِ إِذْنِ صَاحِبِهِ / حديث رقم2308

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

مدونه اف اح