نتق جبل الطور في تفسير ابن عاشور

0
فهم البعض من تفسير ابن عاشور لآيات حادثة رفع جبل الطور فوق بني إسرائيل أنه ينفي الرفع الفعلي ويجعله مجرد اهتزاز..
قرأت هذا الكلام في منتدى الألوكة هنا:
http://majles.alukah.net/t17687
وسبب اختياره لهذا التفسير البعيد هو اعتماده على النص التوراتي وحسن ظنه الزائد فيه.
والحقيقة أن النص التوراتي حاول نفي خزي هذا الموقف عن اليهود، وإخفاء الحقيقة، وإظهارهم كأنهم قبلوا التوراة فورا دون تردد، بل وقالوا سمعنا وأطعنا، بدلا من "سمعنا وعصينا" !!

(وأخرج موسى الشعب من المحلّة لملاقاة الله. فوقفوا في أسفل الجبل
وكان جبل سيناء كله يدخن من اجل أن الرب نزل عليه بالنار. وصعد دخانه كدخان الأتون وارتجف كل الجبل جدا)

سفر الخروج 19: 17

في النص العبري مكتوب "في أسفل الجبل" هكذا (بـ تحتيت ها هَر)
أي تحت الجبل
ومن السياق نفهم أن مقصود كاتبي التوراة أن يفهم القارئ أن بني إسرائيل وقفوا بسفح الجبل.
لكن النص القرآني يقول صراحة أن الجبل نفسه تم رفعه فوقهم، تهديدا وتخويفا، وغطاهم كالظلة.
=====

والآن سأعرض عليكم مصداق القصة القرآنية من كتاب اليهود الآخر.. التلمود!

And they stood under the mount
R. Abdimi b. Hama b. Hasa said: This teaches that the Holy One, blessed be He, overturned the mountain upon them like an [inverted] cask, and said to them,'If ye accept the Torah, 'tis well; if not, there shall be your burial
shabbath 88a

المصدر: التلمود البابلي ، قسم (السبت) ، الورقة 88 أ
الترجمة:
(تفسير نص «ووقفوا أسفل الجبل»)
الحاخام عبديم بن حاما بن حاسا: يعلمنا هذا أن الرب المبارك قلب الجبل فوقهم كالبرميل، وقال لهم: "لو قبلتم التوراة، فحسن.. أما لو رفضتموها، فسيكون هذا مكان دفنكم."


فالحمد لله الذي علمنا ما لم نكن نعلم.

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

مدونه اف اح