مسلسلات

0
المسلسلات الدرامية الأمريكية في السنين الأخيرة تفوقت على الدراما التي تقدمها سينما هوليوود، بشهادة الكثير من المتابعين.

الكثير من النجوم الكبار اختاروا أن يقدموا أعمالا تليفزيونية بدلا من الأفلام، لأن جمهورها أكبر عددا، ويشاهد داخل منزله دون الحاجة للنزول لزيارة دور العرض.

قبل سنوات قامت نقابة الكتاب والمؤلفين الأمريكية بإضراب شامل، أصاب دولاب العمل في التليفزيون بالشلل.. ووقتها بان للجميع قوة وتأثير المسلسلات في حياة المواطن الأمريكي. كانت مطالب المؤلفين هي زيادة الأجور، وأخذ نسبة من مبيعات الـ DVD والـ بلو-راي، بعد أن كانت شركات الإنتاج تستحوذ عليها كلها.

وصعود التلفاز صاحبه هبوط في السينما، حيث وجدنا في السنوات الأخيرة هوليوود تعيد بعث نفس الأفكار القديمة "المضمونة"، وتستمر في "حلب" نفس الموضوع بتقديمه على عدة أجزاء، لزيادة عدد التذاكر.
فوجدنا هاري بوتر يتم تقديمه في 8 أفلام، مع أن الرواية كانت 7 أجزاء فقط!
ونفس الشيء مع الهوبيت.. تلك الرواية القصيرة التي تم مطها لتصبح 3 أجزاء!
ونفس الشيء مع رواية "أدب المراهقات" تويلايت Twilight (الغسق) ، حيث تم مط جزء الرواية الواحد ليصبح فيلمين اثنين، دون حاجة فعلية (إلا حاجة المنتجين الجشعين للملايين طبعا!)

إلا أن الوسيط التليفزيوني يتحمل المط، لأن "التسلسل" و(تتالي الحلقات) هو جزء أساسي من طبيعته.
فقصة حياة المدرس الذي تحول لصاحب امبراطورية مخدرات (Breaking Bad) لم تكن مملة عندما تم تقديمها في 62 حلقة.. بل إن اختزالها في فيلم سينمائي مدته ساعتين كان سيحرم المشاهد من الكثير والكثير!
-----

لكن المتفرج الذكي عليه ألا يقع في فخ إدمان المتابعة. فالشبكات والقنوات تعتمد على أن المسلسل سيجذب المشاهد بحيث يربطه بتوقيت العرض، وهو تأثير "بافلوفي" غير مريح للمشاهد الذي يريد "معرفة كل القصة" مرة واحدة دون انتظار لشهور بين كل موسم والآخر، أو حتى لأسبوع بين الحلقة وأختها!
لهذا تجد أن الكثيرين الآن ينتظرون اكتمال المسلسل، ولا يتابعون حلقاته أثناء عرضها، بل بعد انتهاء القصة تماما وبعد أن يقوم استوديو الإنتاج ببيع الحلقات كاملة على أسطوانات أو على الإنترنت.
وبهذا يصبح لدى المشاهد "أفضل ما في العالمين"، عالم التليفزيون وعالم السينما. فأمامه قصة مكتملة تشبه التي تعرضها السينما في ساعتين، لكنه يستطيع الاستمتاع بها - في التوقيت والمكان الذي يريحه ويناسب جدول حياته - في مائة ساعة!!
-----

وحيث أن "فن الفرجة" هو فن ذوقي في الأساس، فلا معنى لقوائم "أفضل المسلسلات" التي تنتشر على الإنترنت. فكل فرد له خلفية معينة وميول ثقافية تختلف بدرجة ما عن الآخرين، وهذه الخلفية هي ما تجعله يحب مسلسلا ما ويكره آخر.
مثلا.. مسلسل Buffy في التسعينيات. كتابة ذكية وحوار مرح وقصة مشوقة، لكنه موجه للمراهقين ولمن يعيشون حياة المرحلة الدراسية الثانوية بمشاكلها.. لهذا قد لا يُعجب شخصا تعدى هذه المرحلة ويريد مشاهدة شيء أكثر نضوجا.
لهذا تجدني أفضل مسلسل Angel المتفرع من Buffy ، لأنه يعالج مسألة الاختيارات التي يمر بها المرء في العشرينات والثلاثينات من عمره. مع أن مبتكر المسلسلين واحد، وهو «چوس ويدون».

ولنفس السبب تجدني كنت أضحك أثناء مشاهدة مسلسل Friends الكوميدي في صغري، والآن لا أتحمل "سخافته" إطلاقا!!

وكنت شغوفا ببعض المسلسلات البوليسية ثم توقفت تماما عن مشاهدتها، كـ NCIS و Bones .
وكنت أدرس تفاصيل التفاصيل لمسلسل LOST ثم اتضح لي - في موسمه الأخير - أن المؤلفين نجحوا فقط في تأليف ألغاز وفشلوا في اختراع أي حلول لها!! مما جعل المواسم كلها مضيعة للوقت وللتركيز.

وكنت - كالكثيرين غيري - حزينا لإلغاء مسلسل Firefly واعتبرت المسألة "كارثية" لمستقبل الدراما التليفزيونية وأدب الخيال العلمي، إلخ.. أما الآن فمشاعري تجاه الموضوع برمته باردة ولا مبالية على أقصى تقدير!

كنت أتابع حلقات مسلسلات ديزني كـ هانا مونتانا و Wizards of Waverly Place و The Suite Life و Phil of the Future
وكنت وقتها أستخدم هذه المسلسلات في تحسين فهمي للغة الإنجليزية "الشبابية" والثقافة الأمريكية المعاصرة.
لكن الآن صعب جدا أن أتحمل مشاهدة حلقة واحدة من تلك النوعية.
-----

لو أردت جمع قائمة بأفضل المسلسلات كتابةً وتنفيذا فستكون هكذا:
Angel
Dark Angel
SGU: Stargate Universe
Frasier
Monk
Prison Break
Becker
Supernatural
X-Files
According to Jim
Yes Minister
StarWars: The Clone Wars
Jericho
La Femme Nikita
Law & Order: Criminal Intent
Boston Public
Kim Possible
Mysterious Island 1995

وكل واحد فيها يستحق تعليقا قصيرا لتوضيح سبب دخوله القائمة. لكن لنترك هذا لمرة قادمة.

لا يوجد تعليقات

أضف تعليق

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

مدونه اف اح