- هذا البحث الذي سأضع رابطه هنا هو دليل على تفوق الأكاديميا السعودية على نظيرتها المصرية، على الأقل في العلوم النظرية الفكرية!
فأنا من المتحسرين على حال جامعات مصر ومراكز الأبحاث بها، وعلى حال الحركة الفكرية المصرية بشكل عام.. خصوصا بعد سيطرة المذاهب العلمانية والليبرالية واليسارية الهدامة على المؤسسات الثقافية الرسمية لفترة طويلة للغاية، كانت نتيجتها الطبيعية هي وضع الاضمحلال والعقم والتدهور الذي يعيشه "مثقفو مصر".
لكن توابع ثورة 2011 ستغير هذا الوضع للأفضل، كما أرجو أنا ويرجو معي آخرون كثر.
وسيتم القضاء على بقايا وفلول نظام الوزير السابق (فاروق حسني) والفطريات "الثقافية" السامة التي عششت في وزارة الثقافة وحولتها لوزارة جهل وتغريب وإباحية وأدب ركيك.
وأنا هنا أقصد - بلا مواربة - فريق (الغيطاني) و(القعيد) وأشباههما ممن يقيئون حروفا مبعثرة فيسمونها أدبا ثم يتقاضون من ميزانية الدولة مئات الآلاف كمكافأة على عبقريتهم الفذة!
ولتعلم المزيد عن كارثية الوضع عليك أن تقرأ مقالات (د\ حلمي القاعود) في جريدة الفتح الأسبوعية التي تصدرها الدعوة السلفية، وكيف يفضح هؤلاء ويكشف فساد الحركة الأدبية المزعومة، ويسخر - بحق - من ركاكة نصوصهم التي ينشرونها (برعاية الدولة للأسف!) في جرائد عفنة تمولها أموال المصريين وضرائبهم، كـ (أخبار الأدب) وغيرها.
لكن دعني لا أبتعد كثيرا عن الموضوع الرئيس. فالأمل موجود دائما وسط الظلام.. وبحث الدكتورة السعودية (فوز كردي) الذي سأذكره هنا هو مثال لهذا الأمل.
فالباحثة سبرت أغوار مبحث قلما ينتبه له الباحثون المصريون إلا من رحم ربي.. ووضعت خلاصة جهدها العقلي في صفحات مختصرة سلسة الأسلوب، وواضحة النتائج.
البحث هو (حركة العصر الجديد) New Age Movement وما يتصل بها من عقائد غريبة وافدة، تحمل للمسلمين سما في صورة شهد!
وبما أني من المهتمين بهذه المسائل كما يظهر من باقي تدويناتي، فلا عجب أن تجذبني هذه الدراسة وتثير اهتمامي وفضولي فور أن قرأت اسمها على إحدى صفحات الـ facebook
لكن الأمر لم يتوقف هنا.. فيبدو أن الباحثة السعودية مجتهدة ومن ذوات العقول النهمة التي لا تهدأ إلا بعد استيعاب المسألة الفكرية محل البحث. فقد وجدتُ لها موقعا إلكترونيا لنشر مقالاتها، بالإضافة لبحث آخر قيم يتصل بموضوع الأول، واسمه (حقيقة البرمجة اللغوية العصبية).. وقد وصلت هي فيه لنفس النتائج تقريبا التي كانت تدور - بشكل أو بآخر - في ذهني منذ فترة بخصوص الموضوع، إلا أني لم أبحث المسألة بعمق كما فعلت، واكتفيت بالانطباع الشخصي العام عن مروجي موضوع الـ NLP في البلاد العربية.
وها أنا قد مهدت لك الطريق للتعرف على البحثين، ولم يبق إلا وضع روابطهما لتحميلهما إن أردت:
=====
اقتباس من مقدمة أحد البحثين:
هذا الكتاب "حقيقة البرمجة اللغوية العصبية" أقدمه للقراء الأفاضل بعد طول انتظار وسؤال من كثيرين رغبة في معرفة الحق والتزامه والدعوة إليه ، ومعرفة الشر وتجنبه والتحذير منه .وهذا الكتاب يمثّل خلاصة بحث طويل واستقراء وتتبع شمل أصول الفكر ومضامينه ومخرجاته ويهدف للتعريف بنوع من أنواع الشر الغازية التي فتحت أبوابها على البشرية ووصلت إلى داخل حصون الأمة متخفية بلباس النفع والفائدة والتدريب والتطبيب ؛ فانساق وراءها كثير من العامة وانتظموا في دوراتها متدربين ، ومنهم جموع من الأخيار لاشتباهها بلباس من الحق تلبسه ، قال الإمام ابن القيم : "إنما سميت شبهة لاشتباه الحق بالباطل فيها ،فإنها تلبس الحق على جسم الباطل".وهذا الفكر هو ما يسمى بـ "البرمجة اللغوية العصبية" ، التي استفاض الجدل حول موضوعها بين المفتونين بها ممن تدربوا على بعض مستوياتها ، وبين المحذرين منها ، نظراً لتلبس أمرها وخفاء حقيقتها وجذورها ، مما جعل تحري حقيقتها وكشف أصل فكرها وإيضاح خطورتها ، أمراً واجباً على المختصين إحقاقاً للحق وإبطالا للباطل .وقد يسّر الله -بفضله وكرمه- التفرغ لدراسة هذا الأمر ؛ فبذلت فيها جهدي ووقتي متتبعة أصولها في كم هائل من الكتب الفلسفية ، والمراجع العلمية ، والأبحاث التربوية والنفسية ، مستنيرة وسط ذلك كله بكتاب الله وبما شرفني الله به من التخصص في تدريس العقيدة فخرج هذا الكتاب بفضل الله متضمناً عرضاً موجزاً لحقائق الفكر الذي يكمن وراء "البرمجة اللغوية العصبية" وغيرها من أنواع الفكر العقدي الوافد الذي توالت تطبيقاته وفلسفاته في الدخول على الأمة بشكل واسع بصورة رياضات أوطرائق استشفاء أوممارسات حياتية وعلوم حيادية - أو هكذا يزعم مروجوها ويظن متبعوها
واقتباس من البحث الآخر:
هذه الدراسة تتناول حركة "العصر الجديد" (New Age Movement) وهي حركة كبرى من الحركات الباطنية المعاصرة تجاوز أتباعها في الغرب الملايين وتخطت حدود محاضنها في أمريكا وأوربا إلى أنحاء العالم ومنه بلاد الإسلام، ويتبنى أعداد من أبناء الأمة اليوم نشر برامجها والتدريب على منهجها بعد أن اغتروا بظاهرها التطويري والاستشفائي، وجهلوا أو غفلوا عن باطنها العقائدي الخطير، ومما زاد الطين بلة أن بدأ هؤلاء يلفقون بين فلسفتها وتطبيقاتها، ونصوص الكتاب والسنة فكرروا بذلك صنيع بعض فلاسفة المسلمين من قبل عندما لفقوا بين الفلسفة والدين فضلوا وأضلوا