تــــــزكية النـــــفس
ّ~~~*~~~*~~~
فإن الله تبارك وتعالى أقسم في كتابه أحد عشر قسماً ،وهو سبحانه لا يُقسم إلا على أمرٍ ذي بالٍ وله شأن عظيم .
فأقسمَ تبارك وتعالى بالشمس وبضُحاها وبالقمر وبالنهار وبالليل ، وبالسماء وبمن بناها على قول لأهل التفسير ، وعلى القول الثاني ، أن القسم بالسماء وبنيانها ، وكذلك ما بعدها ، وبالأرض وبمن طحاها ، وبنفس وبمن سوّاها ، والمُقسَم عليه هو فلاح مَنْ زّكى نفسه، وخيبة وخسارة مَنْ دسّاهـا .
والتـزكية هنا هي تطهيرالنَّفس من أدران الذنوب صغيرها وكبيرها ، وتنقيتها مِن العيوب ، وترقيتها بطاعةالله ، وعلوّها بالعلم النافع والعمل الصالح ، فإن النفس تسمو بهذه الأشياء ،وترتفع بالإيمان عن نَزَعَاتِ الشهوات ، وتعلّق النفس بهذه الدنيا ومَلَذّاتِهاالتي هي في حقيقتها لا تُساوي عند الله جناح بعوضة ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء . رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما(1)
وأخذ ابن القيم هذا المعنى فقال :
لوساوت الدنيا جناح بعوضة = لم يَسْقِ منها الرب ذا الكفران
لكنهــا والله أحقرُعنـده = من ذا الجناح القاصر الطيران
فإن الله تبارك وتعالى أقسم في كتابه أحد عشر قسماً ،وهو سبحانه لا يُقسم إلا على أمرٍ ذي بالٍ وله شأن عظيم .
فأقسمَ تبارك وتعالى بالشمس وبضُحاها وبالقمر وبالنهار وبالليل ، وبالسماء وبمن بناها على قول لأهل التفسير ، وعلى القول الثاني ، أن القسم بالسماء وبنيانها ، وكذلك ما بعدها ، وبالأرض وبمن طحاها ، وبنفس وبمن سوّاها ، والمُقسَم عليه هو فلاح مَنْ زّكى نفسه، وخيبة وخسارة مَنْ دسّاهـا .
والتـزكية هنا هي تطهيرالنَّفس من أدران الذنوب صغيرها وكبيرها ، وتنقيتها مِن العيوب ، وترقيتها بطاعةالله ، وعلوّها بالعلم النافع والعمل الصالح ، فإن النفس تسمو بهذه الأشياء ،وترتفع بالإيمان عن نَزَعَاتِ الشهوات ، وتعلّق النفس بهذه الدنيا ومَلَذّاتِهاالتي هي في حقيقتها لا تُساوي عند الله جناح بعوضة ، كما في قوله صلى الله عليه وسلم : لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء . رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما(1)
وأخذ ابن القيم هذا المعنى فقال :
لوساوت الدنيا جناح بعوضة = لم يَسْقِ منها الرب ذا الكفران
لكنهــا والله أحقرُعنـده = من ذا الجناح القاصر الطيران
إن أعظم مِنّةٍامتـنّ الله بها على هذه الأُمّـة هي بِعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبعثتهمتضمنة تلاوة آيات الله على أتباعه ، وتزكيتهم ، وتعليمهم الكتاب والحكمة ، قالسبحانه : ( لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاًمِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ) .
قال الشيخ السَّعدي في قوله تعالى : (وَيُزَكِّيهِمْ) : أي يُطهّرأخلاقَكم ونفوسَكم بتـربيتها على الأخلاق الجميلة ، وتـنـزيهها عن الأخلاق الرذيلة، وذلك كتزكيتِكم من الشرك إلى التوحيد ، ومن الرياء إلى الإخلاص ، ومن الكذب إلى الصدق ، ومن الخيانة إلى الأمانة ، ومن الكبر إلى التواضع ، ومن سوء الخلق إلى حسنالخلق ، ومن التباغض والتهاجر والتقاطع إلى التّحابِّ والتواصل والتّوادد ، وغيرذلك من أنواع التزكية .اهـ
فتسمو النفس بالإيمان بالله ، فلا تلتفت إلى قطّاع الطريق على الله والدار الآخرة ، وإذا سَمَت النفس وارتفعت بالإيمان بالله لمتكن هذه الحياة الدنيا سوى مرحلة تُوصِل إلى الله ، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد نام على حصير ، فقام وقد أثّـر في جنبه ، فقيــل لـه : يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء ؟ فقال : ما لي وما للدنيا ؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظلتحت شجرة ثم راح وتركها . كما في المسند وجامع الترمذي .(2)
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه وقد كتب إلى بعض إخوانه : أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله ، والزهد فيالدنيا والرغبة فيما عند الله ؛ فإنك إذا فعلت ذلك أحبك الله لرغبتك فيما عنده ،وأحبك الناس لتـركك لهم دنياهم ، والسلام.
وقال رضي الله عنه : ابن آدمإنمـا أنت أيام ، فكلما ذهب يوم ذهب بعضك . ابن آدم إنك لم تـزل في هدم عمرك منذيوم ولدتك أمك . وورد مثله عن الحسن .
وإذا عَلَتْ همةُ المؤمن طَلَبَ جنةً عرضها السماوات والأرض ، كما فَعَلَ ربيعة ابن كعب الأسلمي رضي الله عنه ، لما قالله رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : سل . قال : أسألك مرافقتك في الجنة . قال : أوغير ذلك . قال : هو ذاك . قال : فأعنى على نفسك بكثرة السجود . رواه مسلم .(3)
هكذا تسمو النفس فتـرى أنها في حبس ، لا أن تتعلّق بهذا الحبس .
أعني ما صحّ عنرسولِ الله صلى الله عليه وسلم : الدنيا سجن المؤمن ، وجنة الكافر . رواه مسلم (4)
وإذا ترفّعتْ نفسُ المؤمن طَلَبَتْ معالي الأمور ، وتجنّبتْ سفاسفها ، كما قالصلى الله عليه وسلم .
إن الله يُحب معالي ألأمور وأشرافها ، ويكره سفسافها(5)
وتكون تزكيةُ النفس بتعاهد خطراتها ، وحركاتهاوسكناتها ، وما تأتي وما تذر وماذا تُريد بكذا وما ذا أرادت بكذا ، ماذا أرادت بتلكالكلمة ، وماذا قصدت بتلك النظرة ، ولماذا فرّطتُ في طاعة ربي ، ولماذا أخّرتُالصلاة ، وهكذا .
كتبه الشيخ / عبد الرحمن السحيم
منقول
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~
(1) أخرجه الترمذي / حققه الألباني / صحيح سنن الترمذي / كتاب الزهد / باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عز وجل / حديث رقم 2320 / صحيح .
(2) أخرجه الترمذي / حققه الألباني / صحيح سنن الترمذي / كتاب الزهد / باب / حديث رقم 2377 / صحيح.
(3) أخرجه مسلم / المسند الصحيح / كتاب الصلاة / باب فضل السجود والحث عليه / حديث رقم 754
(4) أخرجه مسلم / المسند الصحيح / كتاب الزهد والرقائق / باب / حديث رقم 5256.
(5) تخريج السيوطي / حققه الألباني/ صحيح الجامع / حديث رقم: 1890 / صحيح
فتسمو النفس بالإيمان بالله ، فلا تلتفت إلى قطّاع الطريق على الله والدار الآخرة ، وإذا سَمَت النفس وارتفعت بالإيمان بالله لمتكن هذه الحياة الدنيا سوى مرحلة تُوصِل إلى الله ، كما قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وقد نام على حصير ، فقام وقد أثّـر في جنبه ، فقيــل لـه : يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاء ؟ فقال : ما لي وما للدنيا ؟ ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظلتحت شجرة ثم راح وتركها . كما في المسند وجامع الترمذي .(2)
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه وقد كتب إلى بعض إخوانه : أما بعد فإني أوصيك بتقوى الله ، والزهد فيالدنيا والرغبة فيما عند الله ؛ فإنك إذا فعلت ذلك أحبك الله لرغبتك فيما عنده ،وأحبك الناس لتـركك لهم دنياهم ، والسلام.
وقال رضي الله عنه : ابن آدمإنمـا أنت أيام ، فكلما ذهب يوم ذهب بعضك . ابن آدم إنك لم تـزل في هدم عمرك منذيوم ولدتك أمك . وورد مثله عن الحسن .
وإذا عَلَتْ همةُ المؤمن طَلَبَ جنةً عرضها السماوات والأرض ، كما فَعَلَ ربيعة ابن كعب الأسلمي رضي الله عنه ، لما قالله رسولُ الله صلى الله عليه وسلم : سل . قال : أسألك مرافقتك في الجنة . قال : أوغير ذلك . قال : هو ذاك . قال : فأعنى على نفسك بكثرة السجود . رواه مسلم .(3)
هكذا تسمو النفس فتـرى أنها في حبس ، لا أن تتعلّق بهذا الحبس .
أعني ما صحّ عنرسولِ الله صلى الله عليه وسلم : الدنيا سجن المؤمن ، وجنة الكافر . رواه مسلم (4)
وإذا ترفّعتْ نفسُ المؤمن طَلَبَتْ معالي الأمور ، وتجنّبتْ سفاسفها ، كما قالصلى الله عليه وسلم .
إن الله يُحب معالي ألأمور وأشرافها ، ويكره سفسافها(5)
وتكون تزكيةُ النفس بتعاهد خطراتها ، وحركاتهاوسكناتها ، وما تأتي وما تذر وماذا تُريد بكذا وما ذا أرادت بكذا ، ماذا أرادت بتلكالكلمة ، وماذا قصدت بتلك النظرة ، ولماذا فرّطتُ في طاعة ربي ، ولماذا أخّرتُالصلاة ، وهكذا .
كتبه الشيخ / عبد الرحمن السحيم
منقول
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~
(1) أخرجه الترمذي / حققه الألباني / صحيح سنن الترمذي / كتاب الزهد / باب ما جاء في هوان الدنيا على الله عز وجل / حديث رقم 2320 / صحيح .
(2) أخرجه الترمذي / حققه الألباني / صحيح سنن الترمذي / كتاب الزهد / باب / حديث رقم 2377 / صحيح.
(3) أخرجه مسلم / المسند الصحيح / كتاب الصلاة / باب فضل السجود والحث عليه / حديث رقم 754
(4) أخرجه مسلم / المسند الصحيح / كتاب الزهد والرقائق / باب / حديث رقم 5256.
(5) تخريج السيوطي / حققه الألباني/ صحيح الجامع / حديث رقم: 1890 / صحيح
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق