السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول ابن القيم رحمه الله
فى الوابل الصيب[ 9- 10 ]
فإذا اراد الله بعبده خيرا فتح له باباً من أبواب التوبة ، والانـكسـار والذل والافتقار والاستغاثة به ، و صِـدقِ اللّجأ إليه ، ودوام التضرع والدعاء والتقرب اليه بما أمـكـن من الحسنات ما تكون به تلك السيئة به سبب رحمته ،
حتى يقول عدو الله : ياليتنى تركته ولـم أَوقِعـهُ .
وهذا معنى قول بعض السلف : إن العبد ليعمل الذنب يَدخلُ به الجنة ، ويعمل الحسنة يدخل بها النار ،
قالوا كيف ؟ قال : يعمل الذنب فلا يزال نصب عينيه خائفا مُشفقاً وجلاً باكياً نادماً ، مستحيا من ربه تعالى ، ناكس الرأس بين يديه منكسر القلب له ، فيكون ذلك الذنب سبب سعادة العبد وفلاحه ، حتى يكون الذنب أنفع له من طاعات كثيرة بما ترتب عليه من هذه الأمور التى بها سعادة العبد وفلاحه ، حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة
ويفعل الحسنة فـلا يزال يَـمُـنُّ بـها على ربه ، ويتكبر بها ويرى نفسه ويعجب بها و يستطيل بها ، ويقول : فعلت ، وفعلت، فيورثه ذلـك من العجب والكبر والفخر والاستطاله ما يكون سبب هلاكه . فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكين خيراً ابتلاه بأمر يَـكسِـره به ويذلُّ به عنقه ، ويغره به نفسه عنده . وإن اراد به غير ذلك ، خَـلاهُ وعجبه و كبره ، وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه ؛
فإن العارفين كلهم مجمعون على أن التوفيق : أن لا يكِـلك الله تعالى الى نفسك ، والخذلان : ان يَـكِلكـَ الله تعالى الى نفسك
فمن أراد الله به خيرا فتح له باب الذل والانكسار ودوام اللَّـجأ الى الله تعالى ، والافتقار اليه و رؤية عيوب نفسه ، وجهلها وظلمها وعدوانها ومشاهدة فضل ربه واحسانه و رحمته وجوده وبِره وغِـناه و حمده .
فالعارف سائر الى الله تعالى بين هذيين الجنـاحيين لا يمكنه ان يسير الا بهما فمتى فاته واحد منهما فهو كالطير الذى فقد احد جناحيه ,,
مـــنـــقــول
ملتقى أخوات أهــل السنة والجماعة
مـــنـــقــول
ملتقى أخوات أهــل السنة والجماعة
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق