إذاعة الـ BBC تقدم الكثير من برامجها على الإنترنت للاستماع والتحميل، ومنها هذه الحلقة من (برنامج الأفلام) والتي عرضت حوارا بين أرنولد شوارزنجر وسيلفستر ستالوني ومحاور من الإذاعة البريطانية، بمناسبة صدور فيلمها Expendables 2
هنا سألخص لك الحوار الشيق، وسترى عمقا جديدا لأفلام الحركة (الأكشن) لم تنتبه إليه من قبل.. بالإضافة لتعرفك على طريقة تفكيرأرنولد وستالوني وكيف ينظرون لـ "أزمة الذكورة" الموجودة عند رجال العالم اليوم!
الحوار مفيد وجميل ويستحق أن أسجله هنا ليطلع عليه القارئ العربي الذي يندر أن يسمع أمثال هذه الحوارات في إعلامنا المحلي "الفارغ".
رابط تحميل الحلقة الصوتية من موقع الـ بي بي سي :
16 Aug 12BBC - The Film ProgrammeDuration: 29 minMatthew Sweet meets with Sylvester Stallone and Arnold Schwarzenegger to talk action heroes, male masculinity, and 19th century poetry.
شوارزنجر: انظر لنا.. سلفستر Sly وجان كلود فاندام.. بعضلاتنا البارزة وقوتنا الظاهرة، على عكس أبطال الحركة قديما. هؤلاء ما إن يخلعوا قمصانهم حتى يظهر جسدهم العادي.. كانوا "يؤدون" دور بطل الحركة فقط. أما نحن فقد شكلنا مفهوم القوة\الذكورة\البطولة\الرجولة في الثمانينات. أعدنا تعريف البطل بمواصفات جديدة. والسبب هو ضرورة الواقعية.. أي أن يتناسب شكل جسد البطل مع ما يقوم به من أفعال حركية وقتالية.
سلفستر: ,يبدو على وجوهنا وكأن دبابة سارت عليها من أثر الضرب!
المحاور: فيلمك عن رامبو كان يمثل امتدادا لسياسيات فترة الحزب الجمهوري والرئيس ريجان.. أليس كذلك؟
سلفستر: فعلا. لكني كنت أراه كشخصية تشبه (وحش دكتور فرانكنشتاين).. تمت صناعته ثم تركوه منبوذا. لم أفهم ساعتها البعد السياسي لحبكة الفيلم. عندما قال رامبو Rambo في الجزء الثاني: "هل سننتصر هذه المرة"، قاصدا حرب فايتنام، ثار الليبراليون عليّ واحتشدوا أمام منزلي!.. لم أكن مستوعبا ساعتها لعمق الانقسام السياسي بين الفريقين. الآن أحاول تجنب هذا كليةً.
شوارزنجر: عندما وصفتني الصحافة وقت حملتي الانتخابية بـ (كونان الجمهوري)، نسبة إلى فيلمي (كونان الهمجي Conan the Barbarian)، قبلت الوصف وتبنيته! لأني عندما جئت للولايات المتحدة وسمعت نقاشات جدالية سياسية مثل ما كان بين همفري ونيكسون (Nixon-Humphrey Debate) أعجبتني آراء نيكسون عن خفض الضرائب عن الأغنياء وتخفيف أعباء الحكومة ع طريق تقليل الدعم، وتقوية الجيش والشرطة، وفتح الاقتصاد على السوق الدولية.. كانت الكلمات كالموسيقى في أذني وأنا قادم من بلد اشتراكية كالنمسا، ولهذا رأيت نفسي مع الحزب الجمهوري من البداية.
المحاور: لكن ماذا عن الفيلم؟.. الجزء الثاني من Expendables يجمع عددا كبيرا من أبطال الحركة في مكان واحد، وهو شيء يشبه (النقابة العمالية) عند الاشتراكيين!!
سلفستر: (يضحك) فعلا معك حق!
المحاور: عندما قدمت يا أرنولد فيلم (Last Action Hero) في التسعينيات كنت ربما تسبق عصرك في مسألة التعامل مع شخصية البطل بطريقة جديدة.. تفكيك الشخصية بشكل كوميدي.
شوارزنجر: المهم دائما في الأفلام هو وجود عامل فكاهي لتخفيف ضغط العنف والأكشن. لهذا تجد في الجزء الثاني من فيلم The Expendables المزيد من الكوميديا. بالإضافة بالطبع للمزيد من الأكشن. ستجد المزيد من كل شيء في الحقيقة! وستسمع ضحكات الجمهور العالية في قاعة السينما.
المحاور: لكنها أقرب للضحكات العصبية، أليس كذلك؟.. لأنهم يضحكون - رغما عنهم - على الرمز الذكوري البطولي الذي طالما وقروه!.. لا نتعامل مع "الرجل" بجدية هذه الأيام. علمت مثلا أن أن الباحثة (سوزان فالودي) Susan Faludi استخدمت ستالوني ضمن دراستها عن أزمة الذكورة في المجتمع الآن!
سلفستر: بالفعل هناك أزمة، والفيلم يؤيد رأيها. لم يعد هناك المجال المتسع الكافي للرجال كي ينموا قدراتهم الطبيعية.. ولا أقصد دراسيا وفكريا فقط، بل جسديا أيضا. ذلك الجزء المغروس في جيناتنا كممارسة الرياضات وخلافه.
شوارزنجر: أعتقد أن أفلام الحركة استفادت من أزمة الذكورة هذه. الرجال شعروا أن سلطتهم تم تقزيمها.. قوتهم استولت النساء عليها.. الوظائف والبيت وباقي مناحي الحياة. والمكان الوحيد الذي يشعرون فيه باستعادة هذه القوة الذكورية هو في قاعة السينما أثناء مشاهدة أبطال حركة مثلنا يضربون وينتصرون ويتحملون المسؤولية والقيادة. لقد استفدنا من اندماجهم داخل عالم الفيلم الفانتازي التعويضي. ولا تنس أنها كانت فترة انتشار (كمال الأجسام) وبناء العضلات وصورة البطل القوي.
سلفستر: وفي الحقيقة فإن الرجال ينظرون لأنفسهم حسب نوع العمل الذي يؤدونه.. خاصة الطبقات الحرفية التي تمارس العمل اليدوي.. وهي طبقة متدهورة الآن وتقل.. فربما فيلم Expendables ملأ جزءا من الفراغ.
المحاور: تقصد كتعويض عن الإذلال اليومي الذي يتعرض له الرجل في الوظيفة!
سلفستر: (يضحك)
المحاور: سؤال أخير. المعركة النهائية في الفيلم تقوم بينك وبين فاندام، واسم شخصيته Vilain .. هل هذه إشارة خفية للعلاقة بين الشاعرين (رامبو Rimbaud) و (فيلان Verlaine) ؟
سيلفستر: (يضحك في مرح) صحيح!.. فاندام كان يسألني هل عليه فعلا أن يستخدم هذا الاسم الغريب فأقول له نعم، لأن بعض الناس مثلك أنت (يقصد المحاور) سيفهم اللمحة المقصودة!
=====
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق