سلامة القلب
تابع منزلة القلب- الخاطرة الثانية
~~~*~~~*~~~*~~~
لماذا ثانياً :- لماذا الاهتمام بالقلب ؟
تابع منزلة القلب- الخاطرة الثانية
~~~*~~~*~~~*~~~
لماذا ثانياً :- لماذا الاهتمام بالقلب ؟
~~~*~~~*~~~*~~~~
1- لأن سلامة القلب سبب في النجاة يوم القيامة .
2- لأن العقل محله القلب.
3- لأن بصلاح القلب يصلح البدن كله وبفساده يفسد البدن كله
4- لأن القلب سريع التقلب والتحول "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك "
~~~~~~~~~~~
1- لأن سلامة القلب سبب في النجاة يوم القيامة .
2- لأن العقل محله القلب.
3- لأن بصلاح القلب يصلح البدن كله وبفساده يفسد البدن كله
4- لأن القلب سريع التقلب والتحول "يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك "
~~~~~~~~~~~
قال هناد ، قال حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن أبي سفيان ، عن أنس قال :- "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك فقلت يا رسول الله آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا قال نعم إن القلوب بين إصبعين من أصابع الله يقلبها كيف "(9)
قال المباركفوري في شرحه لهذا الحديث في كتابه تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي .
قوله : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ) من الإكثار ( أن يقول ) أي هذا القول ( يا مقلب القلوب ) أي مصرفها تارة إلى الطاعة وتارة إلى المعصية وتارة إلى الحضرة وتارة إلى الغفلة ( ثبت قلبي على دينك ) أي اجعله ثابتـًا على دينك غير مائل عن الدين القويم والصراط المستقيم ( فقلت يا نبي الله آمنا بك ) أي بنبوتك ورسالتك ( وبما جئت به ) من الكتاب والسنة ( فهل تخاف علينا ) يعني أن قولك هذا ليس لنفسك لأنك في عصمة من الخطأ والزلة , خصوصًا من تقلب القلب عن الدين والملة , وإنما المراد تعليم الأمة , فهل تخاف علينا من زوال نعمة الإيمان أو الانتقال من الكمال إلى النقصان ( قال نعم ) يعني أخاف عليكم
قال شهر بن حوشب ، قلت لأم سلمة " يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك قالت كان أكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت قلت يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال:" يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ" فتلا معاذ { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } (10).
وأيضاً جاء في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري رحمه الله في شرح هذا الحديث ،(ما لأكثر دعائك ) أي ما السبب في إكثارك هذا الدعاء ( قال ) أي النبي " إنه" الضمير للشأن ( فمن شاء أقام ) أي فمن شاء الله أقام قلبه وثبته على دينه وطاعته ( ومن شاء أزاغ ) أي ومن شاء الله أمال قلبه وصرفه عن دينه وطاعته
وفي هذا الحديث العديد والعديد من الفوائد ومنها
أ- الإكثار من دعاء الله عز وجل أن يثبت قلوبنا على دينه.
ب- حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأمته وخوفه عليهم .
ج- إثبات صفة الأصابع لله عزوجل من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
5- لأن الفتن تعرض على القلوب.
قال الإمام مسلم في صحيحه
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قال :حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، - يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنَ حَيَّانَ - عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ أَيُّكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الْفِتَنَ فَقَالَ قَوْمٌ نَحْنُ سَمِعْنَاهُ . فَقَالَ لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَجَارِهِ قَالُوا أَجَلْ . قَالَ تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الْفِتَنَ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ قَالَ حُذَيْفَةُ فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ فَقُلْتُ أَنَا . قَالَ أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ .
قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَىُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَىُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كالكوزٍ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ " . قَالَ حُذَيْفَةُ وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا يُوشِكُ أَنْ يُكْسَرَ . قَالَ عُمَرُ أَكَسْرًا لاَ أَبَا لَكَ فَلَوْ أَنَّهُ فُتِحَ لَعَلَّهُ كَانَ يُعَادُ . قُلْتُ لاَ بَلْ يُكْسَرُ . وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ ذَلِكَ الْبَابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ . حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ . قَالَ أَبُو خَالِدٍ فَقُلْتُ لِسَعْدٍ يَا أَبَا مَالِكٍ مَا أَسْوَدُ مُرْبَادًّا قَالَ شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي سَوَادٍ . قَالَ قُلْتُ فَمَا الْكُوزُ مُجَخِّيًا قَالَ مَنْكُوسًا . ( 11).
ومعنى ( تعرض ) أنها تلصق بعرض القلوب أي جانبها كما يلصق الحصير بجنب النائم , ويؤثر فيه شدة التصاقها به .
قال : ومعنى ( عودًا عودًا ) أي تعاد وتكرر شيئـًا بعد شيء . قال ابن سراج : ومن رواه بالذال المعجمة فمعناه سؤال الاستعاذة منها كما يقال غفرًا غفرًا , وغفرانك أي نسألك أن تعيذنا من ذلك , وأن تغفر لنا .
وقال الأستاذ أبو عبد الله بن سليمان : معناه تظهر على القلوب أي تظهر لها فتنة بعد أخرى . وقوله : ( كالحصير ) أي كما ينسج الحصير عودًا عودًا وشظية بعد أخرى .
قال القاضي عياض: وعلى هذا يترجح رواية ضم العين وذلك أن ناسج الحصير عند العرب كلما صنع عودًا أخذ آخر ونسجه فشبه عرض الفتن على القلوب واحدة بعد أخرى بعرض قضبان الحصير على صانعها واحدًا بعد واحد .
قال القاضي : وهذا معنى الحديث عندي وهو الذي يدل عليه سياق لفظه وصحة تشبيهه . والله أعلم . (12)
"..... فشبه عرض الفتن على القلوب شيئًا فشيئًا كعرض عيدان الحصير وهي طاقاتها شيئًا فشيئًا، وقسَّم القلوب عند عرضها عليها إلى قسمين: قلبٌ إذا عرضت عليه فتنة، أشربها كما يشرب السفنج الماء، فتنكت فيه نكتة سوداء، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس، وهو معنى قوله: (كالكوز مُجخيا) ، أي: مكبوبًا منكوسًا، فإذا اسود وانتكس عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطران متراميان به إلى الهلاك،
أحدهما: اشتباه المعروف عليه بالمنكر، فلا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، والسنة بدعة والبدعة سنة، والحق باطلاً والباطل حقًّا.
الثاني: تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-، وانقياده للهوى واتباعه له.
وقلبٌ أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان وأزهر فيه مصباحه، فإذا عُرضت عليه الفتنة أنكرها وردَّها، فازداد نوره وإشراقه وقوته.
والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها، وهي فتن الشهوات وفتن الشبهات، فتن الغي والضلال، فتن المعاصي والبدع، فتن الظلم والجهل، فالأولى: توجب فساد القصد والإرادة، والثانية: توجب فساد العلم والاعتقاد.
أ.هـ (إغاثة اللهفان )
6- لأن سلامة القلب سبب لأن نكون أفضل الناس.
"أفضل الناس كل مخموم القلب صدوق اللسان . قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد "(13).
والمخموم : قال السيوطي بالخاء المعجمة قال في النهاية هو من خممت البيت إذا كنسته ونظفته (14 ) أي أنه ينظف قلبه في كل وقت بين الفينة والأخرى مما يدل على أن الأمر ليس بالسهل ولابد له من مجاهدة وصبر ولا يقوى عليه إلا الأشدّاء من الناس لذلك استحق رتبة أفضل الناس وكان عند الله بالمكانة
العليا وهذا هو حال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أثنى الله على أخلاقهم وجعل لهم نصيباً من الفيء والغنائم فقال سبحانه :( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ) وهم المهاجرون ثم قال :( والذين تبوّؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون ) وهم الأنصار فيا لها من شهادة حيث يكشف الله عن مكنون صدورهم ويخبر أنهم لا يحملون في قلوبهم غلاً ولا حقداً أو حسداً على إخوانهم المهاجرين لكونهم أفضل منهم فقد جمع المهاجرون بين النصرة والهجرة .
وقال ابن رجب رحمه الله عن بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس، والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ لا بكثرة الاجتهاد في الصوم والصلاة (15)
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*~~~
قال المباركفوري في شرحه لهذا الحديث في كتابه تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي .
قوله : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ) من الإكثار ( أن يقول ) أي هذا القول ( يا مقلب القلوب ) أي مصرفها تارة إلى الطاعة وتارة إلى المعصية وتارة إلى الحضرة وتارة إلى الغفلة ( ثبت قلبي على دينك ) أي اجعله ثابتـًا على دينك غير مائل عن الدين القويم والصراط المستقيم ( فقلت يا نبي الله آمنا بك ) أي بنبوتك ورسالتك ( وبما جئت به ) من الكتاب والسنة ( فهل تخاف علينا ) يعني أن قولك هذا ليس لنفسك لأنك في عصمة من الخطأ والزلة , خصوصًا من تقلب القلب عن الدين والملة , وإنما المراد تعليم الأمة , فهل تخاف علينا من زوال نعمة الإيمان أو الانتقال من الكمال إلى النقصان ( قال نعم ) يعني أخاف عليكم
قال شهر بن حوشب ، قلت لأم سلمة " يا أم المؤمنين ما كان أكثر دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان عندك قالت كان أكثر دعائه يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قالت قلت يا رسول الله ما أكثر دعاءك يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك قال:" يا أم سلمة إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ" فتلا معاذ { ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا } (10).
وأيضاً جاء في تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي للمباركفوري رحمه الله في شرح هذا الحديث ،(ما لأكثر دعائك ) أي ما السبب في إكثارك هذا الدعاء ( قال ) أي النبي " إنه" الضمير للشأن ( فمن شاء أقام ) أي فمن شاء الله أقام قلبه وثبته على دينه وطاعته ( ومن شاء أزاغ ) أي ومن شاء الله أمال قلبه وصرفه عن دينه وطاعته
وفي هذا الحديث العديد والعديد من الفوائد ومنها
أ- الإكثار من دعاء الله عز وجل أن يثبت قلوبنا على دينه.
ب- حب رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وأمته وخوفه عليهم .
ج- إثبات صفة الأصابع لله عزوجل من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل.
5- لأن الفتن تعرض على القلوب.
قال الإمام مسلم في صحيحه
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، قال :حَدَّثَنَا أَبُو خَالِدٍ، - يَعْنِي سُلَيْمَانَ بْنَ حَيَّانَ - عَنْ سَعْدِ بْنِ طَارِقٍ، عَنْ رِبْعِيٍّ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ كُنَّا عِنْدَ عُمَرَ فَقَالَ أَيُّكُمْ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الْفِتَنَ فَقَالَ قَوْمٌ نَحْنُ سَمِعْنَاهُ . فَقَالَ لَعَلَّكُمْ تَعْنُونَ فِتْنَةَ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَجَارِهِ قَالُوا أَجَلْ . قَالَ تِلْكَ تُكَفِّرُهَا الصَّلاَةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ وَلَكِنْ أَيُّكُمْ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَذْكُرُ الْفِتَنَ الَّتِي تَمُوجُ مَوْجَ الْبَحْرِ قَالَ حُذَيْفَةُ فَأَسْكَتَ الْقَوْمُ فَقُلْتُ أَنَا . قَالَ أَنْتَ لِلَّهِ أَبُوكَ .
قَالَ حُذَيْفَةُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ " تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا فَأَىُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ وَأَىُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا فَلاَ تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كالكوزٍ مُجَخِّيًا لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا إِلاَّ مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ " . قَالَ حُذَيْفَةُ وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ بَيْنَكَ وَبَيْنَهَا بَابًا مُغْلَقًا يُوشِكُ أَنْ يُكْسَرَ . قَالَ عُمَرُ أَكَسْرًا لاَ أَبَا لَكَ فَلَوْ أَنَّهُ فُتِحَ لَعَلَّهُ كَانَ يُعَادُ . قُلْتُ لاَ بَلْ يُكْسَرُ . وَحَدَّثْتُهُ أَنَّ ذَلِكَ الْبَابَ رَجُلٌ يُقْتَلُ أَوْ يَمُوتُ . حَدِيثًا لَيْسَ بِالأَغَالِيطِ . قَالَ أَبُو خَالِدٍ فَقُلْتُ لِسَعْدٍ يَا أَبَا مَالِكٍ مَا أَسْوَدُ مُرْبَادًّا قَالَ شِدَّةُ الْبَيَاضِ فِي سَوَادٍ . قَالَ قُلْتُ فَمَا الْكُوزُ مُجَخِّيًا قَالَ مَنْكُوسًا . ( 11).
ومعنى ( تعرض ) أنها تلصق بعرض القلوب أي جانبها كما يلصق الحصير بجنب النائم , ويؤثر فيه شدة التصاقها به .
قال : ومعنى ( عودًا عودًا ) أي تعاد وتكرر شيئـًا بعد شيء . قال ابن سراج : ومن رواه بالذال المعجمة فمعناه سؤال الاستعاذة منها كما يقال غفرًا غفرًا , وغفرانك أي نسألك أن تعيذنا من ذلك , وأن تغفر لنا .
وقال الأستاذ أبو عبد الله بن سليمان : معناه تظهر على القلوب أي تظهر لها فتنة بعد أخرى . وقوله : ( كالحصير ) أي كما ينسج الحصير عودًا عودًا وشظية بعد أخرى .
قال القاضي عياض: وعلى هذا يترجح رواية ضم العين وذلك أن ناسج الحصير عند العرب كلما صنع عودًا أخذ آخر ونسجه فشبه عرض الفتن على القلوب واحدة بعد أخرى بعرض قضبان الحصير على صانعها واحدًا بعد واحد .
قال القاضي : وهذا معنى الحديث عندي وهو الذي يدل عليه سياق لفظه وصحة تشبيهه . والله أعلم . (12)
"..... فشبه عرض الفتن على القلوب شيئًا فشيئًا كعرض عيدان الحصير وهي طاقاتها شيئًا فشيئًا، وقسَّم القلوب عند عرضها عليها إلى قسمين: قلبٌ إذا عرضت عليه فتنة، أشربها كما يشرب السفنج الماء، فتنكت فيه نكتة سوداء، فلا يزال يشرب كل فتنة تعرض عليه حتى يسود وينتكس، وهو معنى قوله: (كالكوز مُجخيا) ، أي: مكبوبًا منكوسًا، فإذا اسود وانتكس عرض له من هاتين الآفتين مرضان خطران متراميان به إلى الهلاك،
أحدهما: اشتباه المعروف عليه بالمنكر، فلا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا، وربما استحكم عليه هذا المرض حتى يعتقد المعروف منكرًا والمنكر معروفًا، والسنة بدعة والبدعة سنة، والحق باطلاً والباطل حقًّا.
الثاني: تحكيمه هواه على ما جاء به الرسول -صلى الله تعالى عليه وآله وسلم-، وانقياده للهوى واتباعه له.
وقلبٌ أبيض قد أشرق فيه نور الإيمان وأزهر فيه مصباحه، فإذا عُرضت عليه الفتنة أنكرها وردَّها، فازداد نوره وإشراقه وقوته.
والفتن التي تعرض على القلوب هي أسباب مرضها، وهي فتن الشهوات وفتن الشبهات، فتن الغي والضلال، فتن المعاصي والبدع، فتن الظلم والجهل، فالأولى: توجب فساد القصد والإرادة، والثانية: توجب فساد العلم والاعتقاد.
أ.هـ (إغاثة اللهفان )
6- لأن سلامة القلب سبب لأن نكون أفضل الناس.
"أفضل الناس كل مخموم القلب صدوق اللسان . قالوا صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب قال التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد "(13).
والمخموم : قال السيوطي بالخاء المعجمة قال في النهاية هو من خممت البيت إذا كنسته ونظفته (14 ) أي أنه ينظف قلبه في كل وقت بين الفينة والأخرى مما يدل على أن الأمر ليس بالسهل ولابد له من مجاهدة وصبر ولا يقوى عليه إلا الأشدّاء من الناس لذلك استحق رتبة أفضل الناس وكان عند الله بالمكانة
العليا وهذا هو حال صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذين أثنى الله على أخلاقهم وجعل لهم نصيباً من الفيء والغنائم فقال سبحانه :( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم ) وهم المهاجرون ثم قال :( والذين تبوّؤوا الدار والإيمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شحّ نفسه فأولئك هم المفلحون ) وهم الأنصار فيا لها من شهادة حيث يكشف الله عن مكنون صدورهم ويخبر أنهم لا يحملون في قلوبهم غلاً ولا حقداً أو حسداً على إخوانهم المهاجرين لكونهم أفضل منهم فقد جمع المهاجرون بين النصرة والهجرة .
وقال ابن رجب رحمه الله عن بعض السلف: أفضل الأعمال سلامة الصدور وسخاوة النفوس، والنصيحة للأمة وبهذه الخصال بلغ من بلغ لا بكثرة الاجتهاد في الصوم والصلاة (15)
~~~*~~~*~~~*~~~*~~~*~~~
(9) ( أخرجه الترمذي /وحققه الألباني / كتاب القدر / باب ما جاء أن القلوب بين إصبعي الرحمن / حديث رقم 2140 / صحيح
(10) ( حققه الألباني / جامع الترمذي /كتاب الدعوات / باب /حديث رقم3522
/ صحيح
(11) (أخرجه مسلم / المسند الصحيح / كتب الإيمان / باب أن الإيمان بدأ غريبًا وسيعود غريبًا وأنه يأرز إلى المدينة/ حديث رقم 207 / صحيح)
(12) ( صحيح مسلم بشرح النووي / شرح الحديث رقم 207 / كتاب الإيمان / باب أن الإيمان بدأ غريبًا وسيعود غريبًا وأنه يأرز إلى المدينة(
(13) ( حققه الألباني / السلسلة الصحيحة / حديث رقم 948 / صحيح )
(14) ) شرح سنن ابن ماجة للسندي / حديث رقم 4206/ كتاب الزهد / باب الورع والتقوى)
(15) جزء مفرغ من خطبة ( سلامة الصدر طريق إلى الجنة للشيخ/عامر بن عيسى اللهو ) http://www.saaid.net/Doat/allahuo/23.htm
(10) ( حققه الألباني / جامع الترمذي /كتاب الدعوات / باب /حديث رقم3522
/ صحيح
(11) (أخرجه مسلم / المسند الصحيح / كتب الإيمان / باب أن الإيمان بدأ غريبًا وسيعود غريبًا وأنه يأرز إلى المدينة/ حديث رقم 207 / صحيح)
(12) ( صحيح مسلم بشرح النووي / شرح الحديث رقم 207 / كتاب الإيمان / باب أن الإيمان بدأ غريبًا وسيعود غريبًا وأنه يأرز إلى المدينة(
(13) ( حققه الألباني / السلسلة الصحيحة / حديث رقم 948 / صحيح )
(14) ) شرح سنن ابن ماجة للسندي / حديث رقم 4206/ كتاب الزهد / باب الورع والتقوى)
(15) جزء مفرغ من خطبة ( سلامة الصدر طريق إلى الجنة للشيخ/عامر بن عيسى اللهو ) http://www.saaid.net/Doat/allahuo/23.htm
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق