تعليقا على المنشور الذي ألقته طائرات الجيش على المعتصمين بـ رابعة العدوية، فجر السبت 13 يوليو 2013
طائرات الجيوش على مر التاريخ الحديث تلقي المنشورات على أهل البلاد المعادية لها بغرض تثبيط الهمم وبث الفرقة والسلبية بينهم، حتى تكون عملية احتلال الجيوش لهذه البلاد سهلة وميسرة.
وهذا معروف لمن قرأ عن أساليب البروباجاندا في الحرب العالمية الثانية.
فهل يعتبرنا الجيش المصري الآن أعداءا له، ويريد تفريقنا واحتلال مياديننا؟!!
-----
نص المنشور: ((إلى أبناء الوطن. يا شباب مصر من التيارات الدينية بمختلف أشكالها وتوجهاتها. لا يوجد بين المصريين من يشكك في وطنيتكم وانتمائكم و إخلاصكم وعطاؤكم الصادق لصالح هذا الوطن ورفعته، شأنكم في ذلك شأن باقي المصريين. ونؤكد أن الإجراءات التي اتخذت لم تكن علي الاطلاق ضدكم ولم تكن تقليلا من دوركم في المسيرة الوطنية المصرية ولا تفصلكم عن جسد مصر الواحد. ونحن علي يقين تام من حرصكم علي استقرار مصر.. فمن يريد منكم أن يفض اعتصامه فليتوكل علي الله. ونؤكد لكم أنه لا ملاحقه لأي أحد يترك الميدان ويعود إلي بيته، والله علي ما نقول وكيل. ومن أراد منكم أن يبقى فهو آمن. ونناشدكم بضرورة المحافظة علي السلمية وعدم الاقتراب من المنشآت الهامة بالدولة والمنشآت والوحدات العسكرية.))
-----
الجيش الآن يعلم أنه يتعامل مع رجال ونساء "التيارات الدينية" كلها، وليس مع جماعة الإخوان فقط كما يريد الإعلام أن يوهم المغفلين.
ويريد السيسي الآن فض هذا الاعتصام بأي شكل، لأنه يشكل ضغطا شديدا عليه، خصوصا بعد الإجراءات التصعيدية السلمية التي بدأ المتظاهرون فيها.
الجيش الآن يحاول "استعباط" المعتصمين بأن يستخدم لغة "دينية" لتؤثر فيهم عاطفيا!.. ويقول "من يريد منكم أن يفض اعتصامه فليتوكل على الله".. فعجبا!.. قاتل سفاح يحاول دغدغة المشاعر بعبارات إسلامية!
هذا المنشور يذكرني بمنشور (نابليون بونابرت) الذي حاول خداع المصريين به في بداية حملة الاحتلال الفرنسي.
تقول كتب المؤرخين كالجبرتي أنه قام بنشر منشور بعد احتلاله للاسكندرية في يوم 2 يوليو 1798 ، يقول لهم فيه أنه مسلم ومؤمن بالرسول وأنه جاء يخلصهم من حكم المماليك، وأن الفرنسيين مسلمون!
ولم ينخدع المصريون بهذه الأكاذيب الإعلامية العسكرية، وقاوموه تحت قيادة الشيوخ والعلماء حتى فر هاربا، ولله الحمد.
-----
مقتطفات من منشور نابليون بونابرت:
""بسم الله الرحمن الرحيم، لا إله إلا الله لا ولد له ولا شريك له في ملكه. من طرف الفرنساوية المبني على أساس الحرية والتسوية، السر عسكر الكبير أمير الجيوش الفرنساوية بونابارته"
"يا أيها المصريون قد قيل لكم: إنني ما نزلت بهذا الطرف إلا بقصد إزالة دينكم، فذلك كذب صريح فلا تصدقوه، وقولوا للمفترين: إنني ما قدمت إليكم إلا لأخلص حقكم من يد الظالمين، وإنني أكثر من المماليك أعبد الله سبحانه وتعالى، وأحترم نبيه والقرآن العظيم"
"أيها المشايخ والقضاة والأئمة وأعيان البلد.. قولوا لأمتكم: إن الفرنساوية هم أيضًا مسلمون مخلصون"
"طوبى ثم طوبى لأهالي مصر الذين يتفقون معنا بلا تأخير، فيصلح حالهم وتعلو مراتبهم.
طوبى أيضًا للذين يقعدون في مساكنهم غير مائلين لأحد من الفريقين المتحاربين، فإذا عرفونا بالأكثر تسارعوا إلينا بكل قلب.
لكن الويل ثم الويل للذين يعتمدون على المماليك في محاربتنا فلا يجدون بعد ذلك طريقًا إلى الخلاص ولا يبقى منهم أثر"
" كل قرية تقوم على العسكر الفرنساوي تحرق بالنار"
-----
فهل يظن السيسي نفسه نابليونا جديدا يريد احتلال مصر وتركيعها؟!
لا والله.. لا يكون بإذن الله.
س.م.
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق