من فطَّر صائماً .

0




الحمد لله ما حمده الذاكرون الأبرار، والصلاة والسلام على النبي المختار،

وعلى آله وصحبه ما تعاقب الليل والنهار، أما بعد:




فمن لطف الله سبحانه وتعالى وعظيم نواله، أن جعل أبواب الخير في رمضان مشرعة، وأغدقه بأعمال من البر مترعة، ألا وإن من جملة تلك العبادات التي حثَّ الشارع عباده عليها: تفطير الصائمين، الذي ارتبط فضله وأجره بمنزلة الصوم، ومكانة الصائمين عند الله عز وجل، ولذا كان الجزاء على تفطيرهم عظيماً يتناسب مع منزلة الصوم، ومكانة الصائمين فقد ثبت عن زيد بن خالدٍ الجهني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «
مَنْ فَطَّرَ صَائِماً كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِهِ غَيْرَ أَنَّهُ لَا يَنْقُصُ مِنْ أَجْرِ الصَّائِمِ شَيء » (1)، قال العلامة المناوي: "« من فطَّر صائماً» بعشائه، وكذا بنحو تمر، فإن لم يتيسر فماء، «كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء»، ثم يتابع فيقول: فقد حاز الغني الشاكر أجر صيامه هو أو مثل أجر الفقير الذي فطره، ففيه دلالة على تفضيل غني شاكر على فقير صابر" (2)، وقال شيخ الإسلام: "والمراد بتفطيره أن يشبعه" (3).



"وفي الحديث من الفقه أن كل من أعان مؤمناً على عمل بر فللمعين عليه أجرٌ مثل العامل، وإذا أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم أن من جهَّز غازياً فقد غزا، فكذلك من فطَّر صائماً، أو قوَّاه على صومه، وكذلك من أعان حاجَّاً أو معتمراً بما يتقوى به على حجه، أو عمرته حتى يأتي ذلك على تمامه، فله مثل أجره" (4).






حرص السلف على تفطير الصائمين:




- كان عبدالله بن عمر رضي الله عنهما يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعه أهله عنهم لم يتعش تلك الليلة، وكان إذا جاء سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام، وقام فأعطاه السائل، فيرجع وقد أكل أهله ما بقى في الجفنة، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.




- وهذا الحسن البصري يطعم إخوانه وهو صائم تطوعاً،

ويجلس يروحهم وهم يأكلون.




- وأُثِرَ عن حماد بن أبي سليمان أنه كان يفطر كل ليلة في شهر

رمضان خمسين إنساناً، فإذا كان ليلة الفطر كساهم ثوباً ثوباً.




- وقال أبو السوار العدوي: كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس، وأكل الناس معه.




- واشتهى بعض الصالحين من السلف طعاماً وكان صائماً، فوضع بين يديه عند فطوره، فسمع سائلاً يقول: من يقرض الملي الوفي الغني؟ فقال: عبده المعدم من الحسنات، فقام فأخذ الصحفة فخرج بها إليه، وبات طاوي(5).






فضائل أخرى:




ومما ينشأ عن عبادة تفطير الصائمين عبادات كثيرة منها:




- التودد والتحبب إلى المُطعَمين فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «
لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا »(6).



- مجالسة الصالحين، واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك، يقول ابن رجب الحنبلي رحمه الله تعالى معدداً فضائل الجود في رمضان ومنها: "إعانة الصائمين والقائمين والذاكرين على طاعتهم، فيستوجب المعين لهم مثل أجرهم"(7).




ومن البشائر أن تجد هذه السنَّة بفضل الله ما زالت قائمة، يتسابق إليها الناس، وينشأ عليها الجيل بعد الجيل، فلله الحمد أولاً وأخراً.




فيا أخي: أبذل القليل من مالك تغنم الكثير منتهى مآلك، وأسعد صائماً بفطرك تنعم بها يوم نشرك، فبادر ولا تنس فبين يديك شهر الجود والإحسان، سدَّد الله خطاك للمغنم، وعظيم الغفران.




وصلى الله وبارك على نبيه وآله وصحبه وسلم.








(1) رواه الترمذي برقم (807)، وابن ماجه برقم (1446)،

وصححه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم (11360).

(2) فيض القدير (6/187).

(3) الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/376).

(4) شرح صحيح البخاري لابن بطال (5/51).

(5) اختيار الأولى في شرح حديث اختصار الملأ الأعلى.

(6) رواه أبو داود برقم (5195)، والترمذي برقم (2510)، وابن ماجه برقم (68)،

وحسنه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم (5673).

(7) شذى الريحان في روائع رمضان (183).

منـــــقول

طــــريق الإســلام


تفسيــر آية 29 سورة فاطر .

0




الســلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قال تعالى إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ (29) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ (30) . ســـورة فــاطر

قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير الآيــة

( إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ) أي: يتبعونه في أوامره فيمتثلونها، وفي نواهيه فيتركونها، وفي أخباره، فيصدقونها ويعتقدونها، ولا يقدمون عليه ما خالفه من الأقوال، ويتلون أيضا ألفاظه، بدراسته، ومعانيه، بتتبعها واستخراجها.

ثم خص من التلاوة بعد ما عم، الصلاة التي هي عماد الدين، ونور المسلمين، وميزان الإيمان، وعلامة صدق الإسلام، والنفقة على الأقارب والمساكين واليتامى وغيرهم، من الزكاة والكفارات والنذور والصدقات. ( سِرًّا وَعَلانِيَةً ) في جميع الأوقات.

( يَرْجُونَ ) [بذلك] ( تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ) أي: لن تكسد وتفسد، بل تجارة، هي أجل التجارات وأعلاها وأفضلها، ألا وهي رضا ربهم، والفوز بجزيل ثوابه، والنجاة من سخطه وعقابه، وهذا فيه أنهم يخلصون بأعمالهم، وأنهم لا يرجون بها من المقاصد السيئة والنيات الفاسدة شيئا.

وذكر أنهم حصل لهم ما رجوه فقال: ( لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ ) أي: أجور أعمالهم، على حسب قلتها وكثرتها، وحسنها وعدمه، ( وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ) زيادة عن أجورهم. ( إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ) غفر لهم السيئات، وقبل منهم القليل من الحسنات.



منـــقول

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن

للشــيخ السعدي رحمه الله

من آداب الطعــــام .

0




من آداب الطعام


أخي الصائم:

لعلك تتهيأ أنت وأسرتك هذه اللحظة - قبيل آذان المغرب - لتناول طعام الإفطار بعد عناء يوم ربما أضناك طول نهاره، وأرهقك تأخر غروب شمسه، وكأني بك تتلهف لشربة ماء تروي بها عطشك، وعذق تمر تسكت به جوعك، وأهلك وأولادك وأقاربك من حولك ليسوا بأحسن حال منك، فدعاؤنا لك أولاً: أن يبارك الله لك في مائدتك، ونستسمحك ثانياً: أن نقف معك في لحظات معدودة؛ لنعيش سوياً نحن وإياك مع آداب الطعام التي حثت شريعتنا الغراء على تحقيقها، لتذكر بها نفسك ثم أسرتك من حولك، "فإن الالتزام بهذه الآداب مما يجلب البركة، ويهذب الطباع، ويعلِّم التواضع، ويحقق الشكر لله، ويبعد الشياطين، ويورث محبة الخالق - سبحانه -"[1]، وهذه الآداب منها ما يكون قبل الأكل، ومنها ما يكون أثناءه، ومنها ما يكون بعده، وإليك هذه الآداب:

أولاً: آداب ما قبل الآكل ومنها:

1- النية الصالحة: فينبغي للمسلم أن يستحضر في طعامه نية صالحة مثل أن ينوي بهذا الأكل التقوِّي على طاعة الله، وحفظ الحياة والصحة اللتين بوجودهما تدوم الأعمال الصالحة، وهكذا يصير الأكل في حقه عبادة يثاب عليها، وقد قال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنما الأعمال بالنيات))[2].

2- عدم الإسراف: امتثالاً لأمر الله في كتابه: {وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}[4].

ثانياً: آداب أثناء الأكل ومنها:

1- الاجتماع وتكثير الأيدي على الطعام: لحديث ((اجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله عليه؛ يبارك لكم فيه))[5].

2- انتظار الطعام الساخن حتى يبرد فقد جاء عن أسماء بنت أبي بكر - رضي الله عنها - أنها كانت إذا ثرَّدت غطته شيئاً حتى يذهب فوره، ثم تقول: إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:((إنه أعظم للبركة))[6].

3- أن لا يعيب الطعام فإن أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: "ما عاب النبي - صلى الله عليه وسلم - طعاماً قط، إن اشتهاه أكله، وإلا تركه"[7].

4- الدعاء عند الإفطار، والمأثور في السنة إذا كان صائماً أن يقول عند فطره: ((ذهب الظمأ, وابتلت العروق, وثبت الأجر إن شاء الله))[8].

5- التسمية أول الطعام، وهذا من أعظم آدابه وأهمها، وقد ورد في التنويه بشأنه قوله - صلى الله عليه وسلم - ((يا غلام: سم الله، وكل بيمنك، وكل مما يليك))[9]، ومن نسي التسمية في أول الطعام، ثم تذكر أثناءه فإنه يقول: بسم الله أوله وآخره[10].

6- الأكل باليد اليمنى: وهذا واجب لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا أكل أحدكم فليأكل بيمينه))[11].

7- الأكل بثلاث أصابع: وهي الإبهام والسبابة والوسطى، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يأكل بثلاث أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها"[12].

8- الأكل مما يليه، وهذا من الأدب الرفيع عند الطعام لقوله - صلى الله عليه وسلم - للغلام: ((وكل مما يليك))[13]، لكن يستثنى من ذلك "إِذَا اِخْتَلَفَتْ الْأَنْوَاع؛ فَقَدْ أَبَاحَ ذَلِكَ الْعُلَمَاءُ"[14].

9- الأكل من جوانب القصعة وليس من وسطها؛ لأمره - صلى الله عليه وسلم - ((كلوا في القصعة من جوانبها، ولا تأكلوا من وسطها؛ فإن البركة تنزل في وسطها))[15].

10- ترك الاتكاء أثناء الأكل؛ لما ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((لا آكل وأنا متكئ))[16].

11- عدم الأكل منبطحاً على بطنه، إذ في ذلك مخالفة لهدي النبي - صلى الله عليه وسلم -، فقد "نهى عن مطعمين: عن الجلوس على مائدة يشرب عليها الخمر، وأن يأكل الرجل وهو منبطح على بطنه"[17].

12- عدم القران بين تمرتين، فقد ورد النهي عن ذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((من أكل مع قوم من تمر فلا يقرن، فإذا أراد أن يفعل فليستأذنهم؛ فإن أذنوا له فليفعل))[18]، وقد قيل: إن هذا خاص بالتمر فقط، وقيل: إنه عام في جميع الفاكهة؛ وهذا أصح، والله أعلم[19].

13- عدم الإفراط في الأكل لقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات يقمن صلبه...))[20].

14- لعق الصفحة، وذلك بتتبع بقايا الطعام فيها؛ فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: ((وليسلت أحدكم الصفحة، فإنكم لا تدرون في أي طعامكم تكون البركة))[21].

15- لعق الأصابع قبل مسحها أو غسلها؛ التماساً لبركة الطعام، وإحياءاً لسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول أنس بن مالك: كان إذا أكل طعاماً لعق أصابعه الثلاث"[22].

ثالثاً: آداب ما بعد الفراغ من الأكل:

-
شكر الله - تعالى - على نعمته؛ فإنه - صلى الله عليه وسلم - كان إذا أكل أو شرب قال: ((الحمد لله الذي أطعم وسقى، وسوغه، وجعل له مخرجاً))[23]، وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من أكل طعاماً ثم قال: الحمد لله الذي أطعمني هذا الطعام ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة؛ غفر له ما تقدم من ذنبه))[24].

-
الدعاء لصاحب الطعام: فقد أكل النبي - صلى الله عليه وسلم - عند بعض أصحابه؛ فلما فرغ دعا لهم فقال: ((أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وصلَّت عليكم الملائكة))[25].

-
عدم إطالة الجلوس بعد الطعام هذا إن أكل الإنسان عند غيره لقوله - تعالى -: {فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانتَشِرُوا}[26].

و ثمة آداب لم نتطرق إليها اتكالاً منا على إدراكك لها؛ إذ هي من الشهرة بمكان تجعلنا نستغني عن إيرادها في هذه المقالة القصيرة، فاجعلها في البال ولا تغفلها.

ختاماً نقول: تناول وجبتك هنيئاً، أطاب الله مطعمك، وتقبَّل الله صومك، ولا تنسَ أمتك من دعوة صالحة صادقة تضرع بها إلى ربك.

أدام الله عافيتك.

[1] موسوعة الآداب الإسلامية (108).

[2]
رواه البخاري برقم (1)، ومسلم برقم (15151).

[4]سورة الأعراف (31).

[5]
رواه أبو داود برقم (3766)، وابن ماجه برقم (3286)، وحسنه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم (124).

[6]
رواه أحمد في مسنده برقم (27003)،

حققه الألباني - السلسلة الصحيحة - برقم: 2/262

خلاصة حكم المحدث:
صحيح على شرط مسلم في الشواهد .

[7]
رواه البخاري برقم (3370).

[8] رواه أبو داود في سننه برقم (2359)، وحسنه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم (8807).

[9]
رواه البخاري في كتاب الأطعمة باب التسمية على الطعام والأكل باليمين برقم (5061)، ورواه مسلم في كتاب الأشربة باب آداب الطعام والشراب وأحكامها برقم (2022).

[10]
تطريز رياض الصالحين (1/464).

[11]
رواه مسلم في كتاب الأشربة باب آداب الطعام والشراب وأحكامها برقم (2020).

[12]
رواه مسلم برقم (2032).

[13]
سبق تخريجه برقم (9).

[14]
فتح الباري لابن حجر (15/247).

[15]
رواه أحمد في مسنده برقم (2439)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده حسن.

[16]
رواه البخاري برقم (5084).

[17]
رواه أبو داود برقم (3776)،حققه الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 2394خلاصة حكم المحدث: صحيح

[18]
صحيح ابن حبان بتحقيق الأرناؤوط برقم (5232)، : الألباني - المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 6088

خلاصة حكم المحدث: صحيح


[19]
الفتاوى الحديثية لابن حجر الهيثمي (1/205).

[20]
رواه الترمذي برقم (2380)، وصححه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم (10611).

[21]
رواه مسلم برقم (5428)، ومعنى يسلت: يمسح.

[22]
رواه مسلم برقم (5426).

[23]
رواه أبو داود برقم (3853)، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (3851).

[24]
رواه أبو داود برقم (4025)، وحسنه الألباني في صحيح سنن أبي داود برقم (4023).

[25]
رواه أبو داود برقم (3856)، وابن ماجه برقم (1747)، وصححه الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير برقم (2017).

[26]
سورة الأحزاب (53).

اللهم اغفر لكاتبها وناقلها,وقارئها واهلهم وذريتهم واحشرهم معا سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

اللهم آمين



منــــــقول بتصـــرف يسيـــر




وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ

0








تفســــــير قوله تعـــالى ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ )

سورة الشعراء آية 215





قــــال الشـــيــخ السعــدي رحمه الله في تفسير الآية





بلين جانبك, ولطف خطابك لهم, وتوددك, وتحببك إليهم, وحسن خلقك والإحسان التام بهم، وقد فعل صلى الله عليه وسلم, ذلك كما قال تعالى: فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فهذه أخلاقه صلى الله عليه وسلم, أكمل الأخلاق, التي يحصل بها من المصالح العظيمة, ودفع المضار, ما هو مشاهد، فهل يليق بمؤمن بالله ورسوله, ويدعي اتباعه والاقتداء به, أن يكون كلا على المسلمين, شرس الأخلاق, شديد الشكيمة عليهم , غليظ القلب, فظ القول, فظيعه؟ [و] إن رأى منهم معصية, أو سوء أدب, هجرهم, ومقتهم, وأبغضهم، لا لين عنده, ولا أدب لديه, ولا توفيق، قد حصل من هذه المعاملة, من المفاسد, وتعطيل المصالح ما حصل, ومع ذلك تجده محتقرا لمن اتصف بصفات الرسول الكريم, وقد رماه بالنفاق والمداهنة, وقد كمَّل نفسه ورفعها, وأعجب بعمله، فهل هذا إلا من جهله, وتزيين الشيطان وخدعه له، ولهذا قال الله لرسوله: ( فَإِنْ عَصَوْكَ ) في أمر من الأمور, فلا تتبرأ منهم, ولا تترك معاملتهم, بخفض الجناح, ولين الجانب، بل تبرأ من عملهم, فعظهم عليه وانصحهم, وابذل قدرتك في ردهم عنه, وتوبتهم منه، وهذا لدفع احتراز وهم من يتوهم, أن قوله ( وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ ) للمؤمنين, يقتضي الرضاء بجميع ما يصدر منهم, ما داموا مؤمنين, فدفع هذا بهذا

والله أعلم.



منـــقول

تفســــير السعدي

تناول الماء بكثرة أثناء السحور لا يحميكِ من العطش .

0

تناول الماء بكثرة أثناء السحور لا يحميكِ من العطش .

كتبــه / مروة رزق


يشتد شعور الصائم في شهر رمضان المبارك بالعطش مع دخوله فصل الصيف إذ يمتد الصيام إلى أكثر من 14 ساعة في اليوم فيستمر الجسم في فقد الماء على مدار تلك الساعات ليصل إلى الإفطار وهو في حاجة ماسة لتعويض فوري وكافٍ لما فقدته الأنسجة من سوائل.

والماء من أهم المشاكل التي تواجه الصائم خاصةً في فصل الصيف، لذا يعتقد الكثيرون أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور تحمي من الشعور بالعطش أثناء الصيام، وهذا اعتقاد خاطئ لأن معظم هذه المياه تكون زائدة على حاجة الجسم، لذا تقوم الكلية بفرزها بعد ساعات قليلة من تناولها.

وفي هذا الصدد، أكدت الدكتورة هبة سامي إبراهيم مدرس مساعد فسيولوجي بكلية طب قصر العيني، أن الماء مفيد لكل أجهزة الجسم وأن الإنسان يحتاج إلى مابين2 إلى3 لترات ماء أو سوائل يومياً، وتزيد هذه الكمية في حالة الحمل والرضاعة والطقس الحار.

فنجد البشرة مثلاً تحتاج إلى شرب الماء بانتظام لأن نقص الماء يؤدي إلى جفافها وتشققها وظهور التجاعيد المكرة وتشقق الشفايف، كما أن الماء يعطي العين البريق، أما نقص الماء فيؤثر علي العين ويؤدي إلي جفافها، أما القلب فالماء مفيد جداً لعدة أسباب، حيث إنه يقلل من لزوجة الدم مما يقلل من المجهود على ضخ الدم بصورة جيدة إلى أجزاء الجسم، كما أنه يساعد في منع حدوث الجلطات والأزمات القلبية.

وأوضحت سامي أن شرب الماء يزيد من كفاءة عمل الجهاز الهضمي الغذائي، ويزيد من إنتاج الطاقة في الجسم مما يؤدي إلى حرق السعرات الزائدة مما يساعد على الاستفادة من الرجيم وإنقاص الوزن.

ويساعد شرب الماء أيضاً بانتظام على التخلص من الأملاح المتراكمة التي تؤدي إلى حصوات الكلي وارتفاع ضغط الدم، حيث وجد أن بعض الأشخاص الذين يعانون منه قد يكون بسبب تراكم الأملاح في أجسامهم.

كما أن الماء مهم أيضاً للحفاظ على الأسنان لما تحتويه من أملاح معدنية وكلوريد وفلوريد ويساعد الماء أيضاً على إفراز اللعاب لتسهيل عملية مضغ الطعام والهضم.

وتوصي سامي أن تكون درجة حرارة المياه التي نشربها خاصةً عند بداية الإفطار متوسطة البرودة، لأن شرب الماء المثلج لايروي العطش، ويؤدي إلى انقباض الشعيرات الدموية وبالتالي يؤدي إلى ضعف الهضم، كذلك دفع الماء للطعام أثناء الأكل طريقة خاطئة لأنها لا تعطي فرصة للهضم، وللحصول على هضم جيد يجب مضغ الطعام جيداً.

وتنصح سامي بتناول الخضراوات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور لأن هذه الأغذية تحتوي على كميات كبيرة من الماء والألبان التي تبقى فترة طويلة في الأمعاء مما يقلل من الإحساس بالجوع والعطش مع تجنب وضع الملح الكثير على السلاطة، والأفضل وضع الليمون عليها والابتعاد عن تناول الأكلات والأغذية المالحة، مثل السمك المملح وجميع أنواع المخللات، لأن هذه الأغذية تزيد من حاجة الجسم إلى الماء.

كما تحذر من شرب العصائر المحتوية على مواد مصنعة أو ملونة صناعيا، أو التي تحتوي علي كميات كبيرة من السكر، لأن السكريات تزيد من الإحساس بالعطش، كما أنها تسبب أضراراً صحية وحساسية خاصةً لدى الأطفال ويمكن استبدالها بالعصائر الطازجة والفواكه ولكن يحذر من الإكثار من هذه العصائر أو المياه الغازية لأنها تؤثر بشدة على المعدة وتقلل من كفاءة الهضم وتحدث بعض الاضطرابات الهضمية، لذلك لابد من الاعتدال في كل شيء، كما ورد بجريدة الأهرام".

وأكدت أن الصائم يستطيع باتباعه نظاماً غذائياً صحياً تحمل العطش أثناء ساعات النهار، وهذا النظام يعتمد على عدم تناول الأكلات والأغذية المحتوية على نسبة كبيرة من البهارات والتوابل خاصةً في وجبات السحور لأنها تحتاج إلى شرب كميات كبيرة من الماء بعد تناولها.

في هذا الصدد، أكد الدكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة وزميل معهد دراسات الطفولة جامعة عين شمس، في حديث سابق لـ"محيط"، أن الإفطار بالماء البارد يسبب الشعور بمزيد من العطش، كما أن الإكثار من تناول المشروبات المثلجة في رمضان لا يحل مشكلة العطش بل يضاعفها، وذلك لأن الماء والمشروبات المثلجة تقوم بتبريد الأغشية المخاطية للأنف والفم مما يجعلها أقل قدرة على أداء وظائفها في حماية الجهاز التنفسي، كما أنها تقلل العصارات الهاضمة مسببة صعوبة في عمليات الهضم.

كما يؤدي اللجوء للمثلجات إلى انخفاض المناعة في الجسم، وذلك عكس اللجوء للمشروبات الدافئة أو الحارة كالألبان والماء والشوربة والعصائر الطبيعية التي تسبب شعوراً حقيقياً بالارتواء بلا مشكلات صحية.

وحذر بدران من إفطار الصائمين بشراهة على كميات كبيرة من الأطعمة خاصةً السكريات والكربوهيدرات والدهون والمخللات، لافتاً إلى أن ذلك يؤدى إلى ارتخاء المعدة والإصابة بعسر الهضم وضيق التنفس.

وعن أفضل مشروب صحي يقدم للأسرة المصرية، يقول الدكتور مجدي إن شوربة عيش الغراب هي الأفضل لأنها مرتفعة القيمة في الماء85% والبروتين، كما أنها قليلة النشويات وهى نشويات من النوع المنشط للبكتريا الصديقة في الأمعاء.

بالإضافة إلى احتوائها على كمية كبيرة من المعادن، مثل "السيليثوم" وهو أحد مضادات الأكسدة والذي يؤدي نقصه إلى ظهور أعراض الشيخوخة المبكرة والتهابات الجلد وسقوط الشعر والأنيميا ونقص هرمون الغدة الدرقية ونقص قدرة الجسم على التخلص من المعادن الثقيلة، كالزئبق والرصاص وانخفاض كفاءة جهاز المناعة والإصابة بالربو الشعبي والعقم في الذكور.

كما أنها تحتوي على النحاس المقوي للقلب والفسفور المفيد للعمليات العقلية والبوتاسيوم الذي يساعد على عمليات التمثيل الغذائي ويقاوم الاكتئاب والزنك والماغنسيوم وفيتامين "سي" و"بي"، بالإضافة إلى الصوديوم والكايتين وحمض الفوليك وغيرها من العناصر.

وأضاف بدران أن "البيتا جلوكان" الموجود بشوربة عيش الغراب يساعد مرضى حساسية الأنف على التحسن وبالتالي فهو مفيد لـ20% من المواطنين المصريين و25% من أطفال العالم الذين تنتشر بينهم حساسية الأنف المسببة للعطش والاحتقان والسيلان وانسداد الأنف والصداع وتسرب إفرازات الأنف ويؤدي إهمالها إلى الإصابة بحساسية الصدر.

7 نصائح للتغلب على العطش:

ويرجع الدكتور بهاء ناجى استشاري التغذية وعلاج السمنة، السبب في ذلك إلى نوع الغذاء الذي يتناوله الصائم، حيث إن هذا يلعب دوراً كبيراً في تحمل العطش أثناء ساعات الصيام، لذا يقدم ناجي بعض النصائح للتغلب على العطش:

1- عدم تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة كبيرة من التوابل والبهارات خاصةً في وجبة السحور.

2- تناول كميات قليلة من الماء على فترات متقطعة بعد الإفطار.

3- تناول الخضراوات والفواكه الطازجة في الليل وعند السحور، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الماء والألياف التي تظل وقتاً في الأمعاء فترة طويلة، مما يقلل الإحساس بالجوع والعطش.

4- الابتعاد في وجبة الإفطار عن تناول الأكلات والأغذية المالحة والمخللات، لأنها تزيد من حاجة الجسم إلى الماء، ويفضل بدلاً منها الخضراوات المطبوخة، مثل الفاصوليا والكوسة، كما يفضل تناول اللحوم إما مسلوقة أو مشوية لسهولة هضمها.

5- الإكثار من السوائل التي تساعد على ترطيب الجسم، مثل العرقسوس والتمر الهندي والكركديه، لأنها تقضي على ميكروبات عديدة بالجهاز الهضمي.

6- الإكثار من تناول السلطة، لأنها تحتوي على عناصر غذائية مرطبة ومفيدة وغنية بالألياف والمعادن والفيتامينات التي تمد الجسم بالحيوية والنشاط والماء اللازم له، والسلطة كاملة القيمة الغذائية تتكون من بقدونس، والكرفس وخيار وطماطم وبصل وقرنبيط وأنواع أخرى من الخضروات لا تحصى.

7- يؤكد الخبراء أن البطيخ من الفاكهة الصيفية المفيدة في أيام الصيام، حيث يغنى عن عشرات الأصناف من الخضراوات واللحوم، لما له من أثر ملطف على المعدة، إضافة إلى غناه بالعديد من العناصر التي تكفى حاجة الإنسان من الماء والفيتامينات والمعادن طوال اليوم خاصةً في أيام الصيف الحارة.

وقد أوضح العديد من الأطباء أن شرب كميات كبيرة من الماء عند السحور لا يقضي على الشعور بالعطش أثناء الصيام في اليوم التالي، لأن معظم هذه المياه تكون زائدة على حاجة الجسم، لذا تفرزها الكلية بعد ساعات قليلة من تناولها.

كما أن شرب العصائر المحتوية على مواد مصنعة وملونة صناعياً والتي تحتوي على كميات كبيرة من السكر خطر على الصحة، حيث أكد أطباء التغذية أنها تسبب أضراراً صحية وحساسية لدى الأطفال، وينصح باستبدالها بالعصائر الطازجة والفواكه


رابط الموضوع

: http://www.alukah.net/Spotlight/1121/33763/#ixzz1UP2i8J3L

منـــقول

شبــكة الألوكة

عظمة الفرص (تعلمت في رمضان ).

0

تعلمت في رمضان (1(

عظمة الفرص

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاة والسَّلام على أشْرفِ الأنبياء والمرسَلين.

وبعد:

فإنَّ شهر الله تعالى رمضان مدرسةٌ بكامل فصولها، يتعلَّم الإنسان في شهرٍ واحد ما يُمكن أن تقدِّمه المدرسةُ النظامية وتعمِّقه في نفوسِ طلاَّبها في سنوات، وها أنا واحدٌ مِن أولئك الطلاَّب ما زلتُ مِن سَنوات أكتُب بعضًا مِن فصول ومهارات وآثار تلك المدرسة إلى اليوم ولم أنتهِ بعدُ! بل أجِدني في كلِّ عام أتيتُ على ما أُريد أن أكتُبَ فيه، وما أن تَفتحَ لي هذه المدرسة فصولَها مِن أوَّل يوم إلا وتتداخَل في فِكري كثيرٌ مِن الأفْكار والمهارات والآثار الجديدة التي أحْتاج إلى تعلُّمِها ودراستها والاستفادة منها، وهأنذا تحتَ هذا العنوان أكتُب بعضًا مما علَّمتنيه هذه المدرسة مِن مفاهيمَ كبرى في حياة الإنسان ليس في ذات الشَّهْر فحسبُ، وإنَّما في عالَم الحياة ورِحلتها الكُبرى في الأرْض.

مِن هذه المفاهيم التي تعلَّمتُها مِن خلال هذه المدرسة: عظَمة الفُرصة في حياة الإنسان، وأنَّ الفُرَص تقدِّم للإنسان أرْقَى ما ينتظره مِن خير وأوسَع ما يُريده من برَكة في لحظة أو لحظات مِن الزمن، وأنَّ الإنسان حين يستعدُّ لاستقبال هذه الفُرَص ويدرك آثارها، ويُرتِّب حياته لاستثمارها سيكون في عدادِ الكبار في لحظةٍ مِن لحظات الزمن.

ومدرسة رمضان تُثير فرصًا كبرى في حياة الإنسان وليستْ فرصة، وتجعله في خلالِ شهرٍ واحدٍ صفحةً بيضاء مِن الخطيئة، وورقة مثمِرة من الحسَنات، وتكتب على كلِّ خُطواته السابِقة مهما كانتْ أوزارها رحلةً جديدة وحياة كبيرة، ترَى هذا في قول النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن صام رَمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبه))، وفي قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم مِن ذنبه))، وفي قوله - عليه الصلاة والسلام -: ((مَن قام ليلةَ القدْر إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تَقدَّم من ذنْبه))، إنَّك حين تتأمَّل في مدرسةِ الحياة كلها قدْ لا تظْفَر فيها أحيانًا إلا ببِضع فُرَص مهما امتدتْ بك الحياة وطال بكَ الزَّمن، وترَى مفهوم الفُرصة في رَمضان يلبس أوسع صُورِه، ويخرج بهيجًا يتلقَّى الإنسان في كلِّ طريق ويهبه رُوحه ومعناه وأثَره، ولم أرَ مفهومًا يلبس ثوبًا فَضفاضًا كبيرًا في فترة وجيزة كما أَرَى هذا المفهوم في فترةٍ قصيرة مِن حياة الإنسان، لكن مشكلتنا الكُبْرى أنَّنا لا نُحسِن قِراءة هذا المفهوم في أحيانٍ كثيرة قراءة المتتبِّع للفُرَص، المستثمر لها، المشمِّر إليها، الناظِر لها برُوح الإعجاب والانتظار فتفوتنا لأجْلِ ذلك، وتذهب مِن حياتنا ونحن لم نحتفِ بها احتفاءَ المحبِّين، وتُغادِرنا دون أن نتلفَّت لها، أو حتى نستشعرَ رحيلَها مِن حياتنا.

عَلَّمني رمضانُ أن أقرأ هذه الفُرص بعين عكَّاشة بن محصن، وبرُوحه ومبادرته حين دفَعه استثمارُ هذا المفهوم لعناق الجنَّة يومَ القيامة دون حِساب ولا عِقاب، وقام غيره يودُّ اللحاقَ ويلهث مِن أجل الوصول، فما وجد إلا عوارضَ الطريق!

إنَّني أُدرك أنَّ مشكلة الفُرْصة أنها تأتي في لِحاف العمَل، وتحاول أن تقدم عليك وهي متدثِّرة به متعثِّرة في أعطافه، فتأتيك هنا في حديثِ نبيِّك - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن صام رَمضان إيمانًا واحتسابًا))، وتطلب منك دقَّةَ الإخلاص لله تعالى، ورَوائع تلذُّذه، ورُؤيته أثناءَ الجوع والعطَش، وكثيرًا ما يَغيب هذا المعنى ويكون تَذكُّره مكلفًا على أصحابه وهم يَذوقون ذاتَ الجوع وذات العطَش، وهذا هو لحافُها هنا، وتراه لحافًا يحتاج إلى جهاد وتعَب وتذكُّر في كلِّ وقت، حتى ينسلخَ مِن على الجسَد فتكون الفرصةُ في لحظته عاريةً ويحين وقتُ اللِّقاء، وتأتيك في ذاتِ الثوب في قول نبيِّك - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام رمضانَ إيمانًا واحتسابًا))، وثوب هذه الفُرْصة أن تقومَ مع الإمام كلَّ ليلة مِن حين ما يبدأ إلى أن ينصرِف، وفوات شيءٍ مِن صلاة الإمام محفوف بفواتِ الفُرصة كلها لعمومِ قوْل النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((مَن قام مع الإمام حتى ينصرفَ كتب له قيام ليلة))، ومحصلة قيام هذه الليالي كلها هي الفُرصة التي أخبر بها نبيُّك - صلَّى الله عليه وسلَّم.

لو لم أتعلَّم مِن رمضان سوى هذا المفهوم، لكان كبيرَ المعالِم في حياتي، عظيمَ الآثار فيها، فكيف إذا قلت لك: هو أوَّل ما تعلَّمْت، وفي حياتي غير ذلك ستأتيك تِباعًا - بإذن الله تعالى


رابط الموضوع: http://www.alukah.net/Social/0/33727/#ixzz1UNA9X5mp


منــــقول

كتـــبـــه /مشعل بن عبد العزيز الفلاحي

مشبكة الألوكة



أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

مدونه اف اح