أمريكا مستمرة في دعم الانقلاب

0
أمريكا مستمرة في دعم الانقلاب

- مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي هو الهيئة التي ترسم التوجهات الفعلية للحكومة الأمريكية فيما يخص دول العالم
- المجلس معروف بالحروف الأولى من اسمه C.F.R
- للمجلس دائرتان، خارجية وداخلية. الداخلية لقاءاتها غير مسجلة، ويتم فيها وضع الخطط الأساسية والسياسات العامة، ثم يأتي دور الدائرة الخارجية والتي تنشر هذه الخطط والرؤى في شكل مقالات وحوارات ولقاءات وندوات لإفهام السياسيين "خط السير" المرسوم وإفهام الإعلاميين الاتجاه المطلوب توجيه الرأي العام إليه!!
- كل هذا ليس سرا. السؤال هو كيف نستفيد من هذا في التنبؤ بالخطط الأمريكية لمصر؟

- الانقلاب تم بضوء أخضر أمريكي، ودعم مالي من دول الخليج المتحالفة اقتصاديا مع أمريكا، وتغطية إعلامية محلية مصرية تسيطر عليها المخابرات الحربية والعامة فتغطي على الحقيقة وتنشر الأكاذيب.. لكن القرار الأساسي يأتي من الغرب، وبالأخص من مجلس العلاقات الخارجية هذا ومنظمته الأم في بريطانيا المعروفة باسم (بيت شاثام) RIIA

- مجلس الـ CFR تنبأ بثورة يناير 2011 في تقرير مفصل تم نشره في 2009 تحت عنوان "الاضطراب السياسي في مصر"!
(قمت بترجمته على هذا الرابط
 http://aboutsalama.blogspot.com/2012/05/political-instability-in-egypt.html
)
- هذا التقرير أوضح خطة تعامل المؤسسة العسكرية الرسمية المصرية الفاسدة في حالة نجاح الإسلاميين في الوصول للسلطة.
- أثناء انتخابات الرئاسة بين مرسي وشفيق قام مجلس العلاقات الخارجية بحملة لتمهيد الرأي العام الأمريكي لقبول نجاح الإخوان المسلمين.. وكنت تابعت هذه الحملة الناعمة والمدروسة وقتها وتأكدت أن أمريكا ستسمح للجماعة بالفوز لغرض ما لم أفهمه وقتها.
ولهذا علينا الآن متابعة ما يصدر عن المجلس لنعلم الجهة التي تريد أمريكا توجيه الموقف المصري إليها.

التوجه الحالي في المجلس هو إقناع الرأي العام الأمريكي والسياسيين الأمريكان بضرورة دعم الانقلاب العسكري حتى النهاية، واحتمال صور وأخبار المذابح على أنها ضرورة لا بد منها، والتوصية بعدم إجراء أية انتخابات قبل التأكد من أن من سيفوز فيها هم ديمقراطيون "حقيقيون"، أي علمانيون!
ويقترح المجلس في مقال "ليسلي جيلب" أن تكون الانتخابات البرلمانية بعد سنتين وبعدها الرئاسية، لأن أي انتخابات الآن سيفوز فيها الإسلاميون.

ويقترح أيضا أن يعود السياسيون المطالبون بقطع معونة أمريكا عن الجيش المصري إلى صوابهم، لأنهم بـ"رهافة قلوبهم" هذه يهددون مصالح أمريكا وإسرائيل مع الجيش المصري وفي قناة السويس. ويقول الكاتب -وهو عضو كبير في المجلس- أن السعودية والإمارات والأردن تلح على البيت الأبيض ألا يقطع المعونة عن جيش مصر وإلا تعرض الانقلاب وحكومته لإهانة بالغة.

روابط:
It’s Time to Hold Our Nose and Back Egypt’s Military"
 http://www.cfr.org/egypt/s-time-hold-our-nose-back-egypts-military/p31245
 http://www.thedailybeast.com/articles/2013/08/17/it-s-time-to-hold-our-nose-and-back-egypt-s-military.html
 Democracy in Egypt Can Wait
 TIME: Egypt No Longer Matters
 http://www.cfr.org/region/egypt/ri356
سلامة المصري

كلمات عن نظام اللينكس ومحاكيات الألعاب

0
قبل أيام قمت بتثبيت نسخة من نظام التشغيل لوبونتو Lubuntu على "فلاشة usb" حجمها 4 جيجا.. والنتيجة ممتازة فعلا.
إقلاع النظام سريع وسلس.. تم التعرف على عتاد الجهاز (الهارد-وير) بسهولة وتلقائيا في الغالب..
قمت بعدها بتثبيت بعض البرامج التي أحتاجها، كمتصفح "سي-منكي SeaMonkey" بدلا من "كروميوم Chromium" الذي أتى مع نظام التشغيل.
-----
كمية البرامج المتاحة لأنظمة اللينكس (مثل أوبونتو وتوزيعته لوبونتو) الآن تغني عن الويندوز.. وبنظرة سريعة على (مستودعات) البرامج التي يمكنك تحميلها مجانا على اللوبونتو سترى ما أعنيه.
حتى البرامج الصغيرة النادرة المتخصصة في فرع منسي من فروع السوفت-وير وجدتها متاحة على اللينكس.. مثل برامج "محاكيات Emulators" أجهزة الألعاب القديمة!!


((من بعمري يتذكر الأتاري والسيجا وألعابها في التسعينيات قبل عصر الثري دي والفيفا. والآن يمكنك إعادة تشغيل تلك الألعاب القديمة على جهاز الحاسب عن طريق استخدام برنامج يحاكي عمل جهاز السيجا. إن كنت مهتما فانظر هذه الروابط:




GameBoy Advance Emulator on Linux:
Mednafen
mednafen_0.9.32.1-1~getdeb1_i386.deb
SEGA Genesis Emulator:
Kega Fusion
Army Men - Turf Wars.gba
Babar to the Rescue.gba
Batman Begins.gba
Batman - Rise of Sin Tzu.gba
Batman - Vengeance.gba
Buffy the Vampire Slayer - Wrath of the Darkhul King.gba
Classic NES - Super Mario Bros..gba
Harry Potter and the Goblet of Fire.gba
Herbie - Fully Loaded.gba
James Bond 007 - NightFire.gba
Jurassic Park III - The DNA Factor.gba
Kim Possible 3 - Team Possible.gba
Lemony Snicket's a Series of Unfortunate Events.gba
Lion King.gba 1 1\2
Oddworld - Munch's Oddysee.gba
Over the Hedge.gba
Pinky and the Brain - The Master Plan.gba
Pirates of the Caribbean - Dead Man's Chest.gba
Reign of Fire.gba
Robots.gba
Sound of Thunder.gba
SpongeBob SquarePants - The Movie.gba
TMNT.gba
Van Helsing.gba
))
-----
حركة البرامج مفتوحة المصدر في العالم العربي شهدت نشاطا في الفترة الأخيرة حتى أنه هناك من يعمل على تعديل "كيرنيل" اللينكس (أي قلب نظام التشغيل ذاته) وتحسينه في مصر!!
((انظر مشروع سفينيكس SphinUX الذي يقوم بعض الشباب المصريين بتطويره الآن))
http://ar.wikipedia.org/wiki/سفينيكس
https://m.facebook.com/Sphinux
وهناك طبعا مشروع (أعجوبة) والذي تم بناؤه على توزيعة فيدورا لينكس
http://ar.wikipedia.org/wiki/أعجوبة_لينكس
http://ojuba.org/

صورة للجهاز أثناء كتابة هذه التدوينة باستخدام برنامج
PyRoom

كلمات عن محرقة فض اعتصامي رابعة والنهضة

0
كلمات عن محرقة فض اعتصامي رابعة والنهضة

من يقتله عدوه لأنه مسلم ومحب للشريعة لا يجب أن نصفه بأنه شهيد الديمو-قراطية أو صندوق الانتخابات. المعركة سببها دينك وإيمانك وخوفهم من إسلامك

النظام العالمي الجديد يريد للجيوش أن تكون كالسجان لشعوبها بعد انتهاء فترة الحروب الخارجية وصار الكل تحت غطاء الأمم المتحدة الأمريكية

حفظ النفس والعرض مقدم على أشياء كثيرة في #الإسلام ، لو حاول بلطجي "صايع" قتلك أو إهانتك فدافع عن نفسك بما يردعه

الذين قالوا لإخوانهم وقعدوا لو أطاعونا ما قتلوا قل فادرأوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين. #حزب_النور

يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين كفروا وقالوا لإخوانهم إذا ضربوا في الأرض أو كانوا غزى لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا. حزب #النور

كل من مات له أهل سيبدؤون في فهم حقيقة الخيانة. 3000 قتيل=3000 أسرة في جميع المحافظات

أتوقع استغلال الانقلابيين للحالة الحالية بتمرير أقصى مظالم يريدها حلفاؤهم. #دستور علماني وتصفية للقيادات الإسلامية الثورية تحت غطاء الفوضى

كن واقعيا لأقصى درجة. لا تسمع لـ "تسريبات" أو تتمنى #انقلاب "شرفاء" الجيش! كلها طاقات نفسية مهدرة وتلهينا عن التعامل مع الواقع

أهم شيء تجميع الناس حولك الفاهمين للوضع الحالي ولا يخافون النزول في مجموعات بسرعة للتظاهر أو حماية مسجد مثلا. على طريقة تقسيم شُعَب #الإخوان

ما رأيناه اليوم هو آخر ما يمكن للانقلاب فعله. لا شيء عندهم أكبر من هذا ليخيفوا أهل #مصر به. أما نحن فبالكاد بدأنا، وسنريهم

هام جدا الآن البدء في تجميع المؤيدين ممن يسكنون بقربك. أقترح جروبات على الفيس خاصة بكل منطقة سكنية تمهيدا لتجميعهم وقت الحاجة. #جروب_شعبي

بعض من يصفقون للعسكر والمذابح يصفقون خوفا وتسليما للقوي، كطبيعة أهل مصر مع #الفراعنة. اكسبوهم بأخبار حرق الأقسام والاستيلاء على المدرعات

خطة #السيسي كانت تصدير #الإخوان كإرهابيين فلا معنى لإعطائه ما يريد على طبق فضة. دعوا #الصعيد يتصرف بعنف أما وجه بحري فليحتفظ بسلميته للنهاية

لو كانت #منصة "إشارة" #رابعة لا تخيفهم فلم أحرقوها بكل هذا الغل؟!.. الكلمة والفيديو والميكروفون تقض مضجع الظالم وتكشفه أمام أسياده في الغرب

الثورة مثل السفينة.. بسم #الله مجريها ومرساها. وسترسو على بر آمن بمرسي أو بغيره. والله لو ترشح ابنه #أسامة لأعطيته صوتي نكاية في الفلول

هل أصابك الاكتئاب من هزيمة اليوم؟! هذا يعني أنك بشر وغير متبلد، لكن يوم الجمعة لا تجعل الاكتئاب أو الخوف على حياتك يكبلانك عن الهتاف والحشد

#مرسي الآن بالتأكيد يعرضون عليه مشاهد الجثث المحترقة لاستغلال أخلاقه وإيمانه كي يوقع لهم على استقالة. يا رب ثبته حتى لا تضيع الدماء هدرا

#رابعة العدوية منصتها قدمت شحنا كبيرا للمحافظات. لا تدعوه يذهب الآن بل استغلوا #الفورة في إعادة #الثورة

في #مصر الآن يحدث ما حدث في #غزة . إفشال أمل الناس في أي انتخابات قادمة بعد رؤيتهم سهولة مسح نتيجة السابقة التي فازوا فيها

#الانقلاب قتل كوادر #الإخوان ودمر مصداقية #السلفيين وبهذا لم يترك للإسلاميين قائدا. لعبة أمريكية مخابراتية مدروسة منذ مفاجأة الانتخابات

عدونا الظاهري يأخذ قوته من عدونا الخفي. الجيش يعتمد في جبروته على دناءة بعض شعب #مصر وسهولة خداعهم بغسيل المخ الإعلامي

اليوم #البلتاجي عندي أعلى وأشرف وأقرب للإيمان من شيخ #سلفي متبحر في العقيدة لكنه سلبي أو غبي أو جاهل بالواقع ويسهل خداعه بمكالمة من لواء

المسيحيين في #مصر الآن علوهم كبير! تجدهم بلطجية داخلية وإعلاميين فلول وجنود قوات خاصة يحرقون المساجد في رمضان. #غل_مكبوت

حادثة 11 سبتمبر كان أثرها النفسي على الأمريكان هو سماحهم للبنتاجون و #بوش بإجراءات قمعية بحجة حفظ الأمن و #الاستقرار ومحاربة #الإرهاب

اليوم كان محاولة لإرهاب الشعب كله.. الجيش المصري - وليس #السيسي فقط - يكافح لإعادة زرع #الخوف في النفوس كما أيام #مبارك، لنرجع سلبيين وأغنام

الطريق إلى الانقلاب

0
الطريق إلى الانقلاب

كتب: حسام عبد العزيز

كان الهدف منذ البداية أن يصل الإخوان إلى السلطة كي يتم سحقهم بتأييد شعبي واستئصال شأفتهم. هكذا تقول أبسط قواعد الاستقراء لعامين ونصف من الأحداث السياسية التي أعقبت ثورة 25 يناير.

في الرابع والعشرين من يناير 2011، غادر رئيس الأركان السابق سامي عنان القاهرة على رأس وفد عسكري إلى واشنطن لمناقشة ملف المساعدات الأمريكية وملفات أخرى، بينما كانت قوى وحركات سياسية تتنادى إلى التظاهر بأمل تكرار التجربة التونسية وإزاحة مبارك.

وفي الثامن والعشرين من الشهر نفسه، صرح الجنرال جيمس كارترايت نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأمريكي بأن عنان يعتزم العودة إلى مصر، في الوقت الذي أكد البيت الأبيض أن واشنطن قد تعيد النظر في المساعدات العسكرية إلى مصر والتي تبلغ قيتها 1.3 مليار دولار سنويا. بدا حينئذ أن ملف المساعدات هو ورقة الضغط على المؤسسة العسكرية لتحقيق المصالح الأمريكية.

لقد تلاعب العسكر بمصر في هذه الفترة فشكل لجنة للتعديلات الدستورية ودعا للاستفتاء عليها مع الإبقاء على مواد دستور 71 ثم أصدر إعلانا دستوريا دون استفتاء الشعب.

اندلعت أحداث محمد محمود في نوفمبر، واستغل عدد من النشطاء والساسة الحدث في إعلان تشكيل حكومة إنقاذ وطني من ميدان التحرير برئاسة البرادعي، وطالبوا المجلس العسكري تحت ضغط الشارع بإقالة الجنزوري، لكن طنطاوي تعلل وقتئذ للبرادعي بأن الإخوان وضعوا "فيتو" على مجيء البرادعي رئيسا للوزراء (راجع تصريحات البرادعي للحياة اللندنية بتاريخ 19 يونيو).

ووسط الدعوات العلمانية بتأجيل الانتخابات البرلمانية كانت استجابة قيادة الجيش واضحة لضغوط الإسلاميين بإجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها والتعجيل بالانتخابات الرئاسية، فأحداث محمد محمود والاعتراضات على وثيقة السلمي أظهرت شعبية الإخوان وحلفائهم السلفيين في الشارع واستحالة الصدام معهم في هذا التوقيت، فاتُخذ القرار على ما يبدو بالسماح للإسلاميين بالوصول إلى البرلمان لقتلهم شعبيا بل وللرئاسة إذا استلزم الأمر للإجهاز على الإسلاميين لعقود.

أتت الانتخابات البرلمانية بالإسلاميين، وشرع المجلس العسكري في السيطرة على السلطتين التنفيذية والقضائية لتدمير شعبية الإسلاميين في الشارع وإثبات فشل تجربتهم البرلمانية.
كان مسموحا وربما مطلوبا أن يصل الإخوان إلى الحكم بما لديهم من مرونة سياسية وبراجماتية بنى عليها العسكر خطتهم. لكن حازم صلاح بنهجه الصدامي وخطواته المفاجئة وشعبيته التي اكتسبها من انتصاره في المناظرات الفضائية كان صداعا يهدد بإفشال هذه الخطة. لذا وجب إقصاء الرجل من السباق الرئاسي وقبل أن يبدأ بقضية جنسية والدة الشيخ.

صحيح أن الإخوان استطاعوا أن يفهموا العسكر وإن داهنوهم سياسيا، فالدكتور محمد البلتاجي يعلم بوقوف العسكر ضد الثورة عندما أتى اللواء السيسي مدير المخابرات وقتها يفاوض الإخوان من أجل الخروج من الميدان ويخوفهم بأنصار المخلوع القادمين للاعتداء على الثوار فيما عرف بموقعة الجمل. نعم كان الإخوان يفهمون العسكر لكن أبو إسماعيل كان يجهر بكل ما يعرفه عن العسكر.
وكانت موقعة العباسية هي رصاصة الرحمة التي أطلقها العسكر على حازم صلاح فقد استخدم الإعلام هذه الواقعة في تشويه الرجل وأنصاره وتشويه التيار الإسلامي برمته وتبارت القنوات في استضافة مسؤولي حزب النور الذين تبرؤوا من حازم الذي "ليست لديه حسابات واقعية".

كان الإخوان في هذا الوقت أضعف الأطراف، فقد تآكلت شعبيتهم بفعل الأداء البرلماني الضعيف، وسيطرة العسكر على السلطتين التنفيذية والقضائية، والإعلام الذي تعمد إخفاء الإنجازات البرلمانية القليلة التي حققها الإسلاميون، واستغلال مؤامرة مذبحة بورسعيد في إظهار فشل الإسلاميين في القصاص للشهداء.

كاد القضاء أن يعلن فوز شفيق بانتخابات الرئاسة ويريح العسكر من عناء الاستمرار في سيناريو إفشال الإخوان، لكن الأصوات التي حصدها مرشح الجماعة محمد مرسي أظهرت أن الخطة الاستخباراتية الفلولية فشلت في سحق شعبية الإخوان وإن أضعفتها جدا، وزاد الطين بلة أن الإخوان سارعوا بتصوير محاضر اللجان وحساب النتيجة وإعلانها ليضعوا العسكر في مأزق.

كانت الخطة البديلة جاهزة وهي مواصلة سياسة سلطة بلا سلطة، فسارع العسكر إلى إصدار إعلان دستوري مكمل تمهيدا لتقليص سلطات مرسي قبل إعلان النتيجة بفوزه، وبدا بذلك أن العسكر لم يتخلوا عن خطة الانقلاب على إرادة الشعب وإنما رأوا تأجيل التنفيذ لأشهر. يقول المستشار أحمد مكي في حوار منذ أيام إن المشير طنطاوي قال له إننا سلمنا الإخوان للبلد ولم نسلم البلد إلى الإخوان، وأن مرسي فوجئ بأن كل المؤسسات ضده وأبرزها المجلس العسكري الذي اتفق على خروج آمن لطنطاوي وتعيين السيسي وزيرا للدفاع.

لم تكن هذه الخطوة سوى تهيئة شعبية للانقلاب بإزاحة الكارت المحترق طنطاوي والذي ارتبط في أذهان الشعب بأحداث ماسبيرو ومحمد محمود وغيرها، وتقديم مدير المخابرات الحربية عبد الفتاح السيسي بديلا.

في 14 أغسطس 2012، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن وزير الدفاع السابق حسين طنطاوي قدم السيسي لجون برينان مستشار أوباما لمكافحة الإرهاب خلال زيارته لمصر في أكتوبر 2011 باعتباره وزير دفاع مصر القادم. لذا فإن الإطاحة بطنطاوي لم تكن سوى ضغطا من المجلس العسكري على مرسي مصداقا لكلام المستشار مكي. في المقابل، حاول الرئيس الاعتناء بالجبهة الداخلية في حدود الممكن عن طريق ملفات رغيف الخبز والمعاشات والتأمينات وطفق يمد جسور التعاون مع دول خارجية كتركيا ولو كانت بين تلك الدول روسيا وإيران للأسف وذلك بغرض ردع الدول العربية الممولة للانقلاب عليه.

كيف تنظر الولايات المتحدة للسيسي؟
تقول وول ستريت جورنال إن السيسي كان يجري اتصالات مكثفة مع آن باترسون سفيرة الولايات المتحدة في مصر. ونقلت عن مسئولين أمريكيين قولهم إن عبد الفتاح السيسي كانت لديه علاقات وثيقة مع الجيش الأمريكي والمخابرات الأمريكية. وقال مسئول كبير في إدارة أوباما للصحيفة إن السيسي "هو الشخص الذي عملنا معه لفترة طويلة، والذي أظهر نفسه حريصا على العمل مع الولايات المتحدة، والذي يقدر قيمة السلام مع جيران مصر".

وأكدت الصحيفة الأمريكية أن مسؤولين في إدارة الرئيس أوباما قالوا إن قائد الجيش الجديد في مصر شخصية معروفة في واشنطن ولديه علاقات ممتدة مع مسؤولين في إدارة أوباما. وأضافت الصحيفة أن الاتصالات بين عبدالفتاح السيسي وأمريكا، تعود بتاريخها إلى أكثر من 30 عاما مع الولايات المتحدة، حيث أخذ دورة تدريبية أساسية للمشاة في فورت بينينج بولاية جورجيا عام 1981.

في 12 أغسطس كتب الكاتب الأمريكي ديفيد إجناتيوس مقالا بصحيفة واشنطن بوست قال فيه إن المسئولين الأمريكيين يثقون بالسيسي حيث كان على اتصال وثيق بالولايات المتحدة في منصبه السابق كرئيس للمخابرات العسكرية". وأضاف إجناتيوس في المقال الذي عنونه بـ "المسئولون الأمريكيون يؤيدون بحذر وزير الدفاع الجديد" أن المسئولون الأمريكيون نفوا الشائعات التي ترددت عن أن السيسي "إسلامي" له اتصالات سرية بجماعة الإخوان، وقالوا إنه على العكس تماما، وأنه معروف جيدا بالنسبة للجيش الأمريكي بعد أن قضى عاما من التدريب المهني في الولايات المتحدة، وكان يعتبر قيادة فعالة في المخابرات العسكرية.

فور توليه المسؤولية، نشرت جريدة الشروق نقلا عن مصادر عسكرية أن السيسي أطاح بـ 70 لواء بالجيش أبرزهم ممدوح عبد الحق واسماعيل عتمان ومحسن الفنجرى وسامى دياب وعادل عمارة ومختار الملا، وأبقى الرجل على اللواءين العصار وصدقي صبحي الذي ينتظرهما دور كبير في الأحداث مستقبلا. بد أن هذه الإجراءات هدفها إزاحة الوجوه المرتبطة سلبيا بالأذهان.

وعلى غير المتصور، صار الجيش (أو السيسي بالأحرى) يتحكم في الملف الاستخباراتي برمته، وفي ملف سيناء بشكل خاص بعملية وهمية أطلق عليها اسم نسر، انتصر فيها الجيش على كثبان الرمل، والتقى السيسي برئيس جهاز تنمية سيناء محمد شوقي في أغسطس وصدق الأول على مبلغ ٢٥٠ مليون جنيه مشاركة من القوات المسلحة لتحقيق الأمن والتنمية فى سيناء. والتقت قيادات الجيش الثاني الميداني بتاريخ 23 أغسطس أهالي سيناء لحل أزمة مياه الشرب ،ودفع الجيش 200 مليون جنيه لإنشاء محطة تحلية للمياه في مطروح، ليبدأ السيسي دورا مدنيا بغرض زيادة شعبيته بمساندة إعلامية وتخدير المناطق التي قد تثير القلاقل في المستقبل.

في هذه المرحلة صرح وزير الدفاع الأمريكي السابق ليون بانيتا بأن السيسي أكد له التزامه القوي بالعلاقة العسكرية بين الولايات المتحدة ومصر، وخرج المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني بتصريح قال فيه إن السفيرة الأمريكية آن باترسون على اتصال بالسيسي منذ أن كان مديرا للمخابرات الحربية!

هنا أدرك الرئيس أن الوضع لم يتغير وأن إنهاء حكم العسكر وهم، بل أن العسكر عادوا لأقوى مما كانوا، فمدير المخابرات الحربية السابق هو الرجل الأقوى في الجيش الآن، وأضحى يلعب كل الأدوار بمساندة إعلامية فلولية، وأن سيناء كانت المفتاح لإعادة العسكر إلى الواجهة بفضل تحركات عميل إسرائيل محمد دحلان في المنطقة، بعد أن حاول مرسي بإعلانه الدستوري إقصاء العسكر عن المشهد.

توحدت الجهود خلف السيسي. الآن الفلول والإعلاميون والعلمانيون ودول عربية مع السيسي يرسمون خطة الإطاحة بمرسي، برضا أمريكي إسرائيلي إلى حد القبول الإسرائيلي بالتواجد العسكري في سيناء وإن أبدت امتعاضها لإكمال الحبكة الدرامية. وبدأت حملة صناعة السيسي البطل فأبدى وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك في أكتوبر غضبه من السيسي بدعوى أن الأخير رفض تحسين العلاقات بين مصر وإسرائيل.

كانت الخطة هي التمهيد داخليا للحشد المليوني ضد مرسي بأزمات معيشية لإعطاء السيسي ذريعة للتدخل. وتحدد أن هذه الحبائل التي سترمى في درب الرئيس، ستمنع استمراره لأكثر من عام على أية حال، وكتب يسري فودة الإعلامي بقناة ساويرس تغريدة في 14 نوفمبر قال فيها: اللهم بلغنا يونيو! هذا الإعلامي سيتعرض لإصابة في مارس وستنقله طائرة عسكرية من الجونة إلى القاهرة بأمر من السيسي!

وقعت أحداث الاتحادية ونزل شباب الإخوان للدفاع عن القصر والرئيس ليسقط ثمانية قتلى بصفوف الإخوان وصحفي يدعى الحسيني أبو ضيف.

كان الثامن من ديسمبر هو تاريخ الإعلان عن ظهور الجيش في المشهد بقوة عندما أصدر السيسي بيانا أكد فيه أن "الحوار هو الطريقة الوحيدة والأفضل للتغلب على الصراع المتعمق فى البلاد وأن أى شىء آخر سوى الحوار سيجبرنا على الدخول فى نفق مظلم له عواقب كارثية، وهو ما لم نسمح به". وعلى الفور قالت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية عن البيان إن جيش مصر القوى الذى تم تنحيته جانبا عن السياسة فى الصيف الماضى بعد قرارات الرئيس محمد مرسى بإقالة كبار قيادته، عاد إلى المعترك السياسى والغليان الذى تشهده البلاد بسبب التوترات بين القوى العلمانية والحكومة العازمة على تمرير دستور يضمن دورا أساسيا للدين. ورأت أسوشيتدبرس أن الهدف من بيان القوات المسلحة على ما يبدو هو إظهار تنامى نفاد صبر الجيش إزاء الأزمة السياسية المتعمقة. أما الإخوان فأعربت على لسان المتحدث باسمها محمود غزلان عن أسفها لعودة الجيش إلى المعترك السياسي وقال غزلان: لا نقبل بتدخل الجيش.

في 11 ديسمبر دعا السيسي على لسان المتحدث العسكري إلى "حوار وطني" مع القوى السياسية بدعوى الرغبة في حل الأزمة، لكن الرئيس رفض رعاية السيسي لأي حوار مع القوى السياسية باعتباره تدخلا غير مقبول، ليخرج العصار على الفضائيات مؤكدا أن الحوار لا يحمل أى صبغة سياسية، وأنه مجرد حوار للعائلة المصرية بعدما ترك الجيش المصرى السياسة قبل خمسة أشهر. في اليوم التالي نقلت وكالة الأنباء الرسمية للدولة "الشرق الأوسط" أنه لن يكون هناك أى حوار وطنى أو مجتمعى تجريه القوات المسلحة يوم الأربعاء (كما كان مقررا)، قائلة إن ما تردد من أنباء حول هذا الحوار غير صحيح. (خبر بعنوان: أخطر 18 ساعة مرت بها مصر.. "السيسى" يدعو للحوار مساء ويلغيه ظهر اليوم التالى، اليوم السابع 12 ديسمبر).

في يناير التقى السيسي بشيوخ القبائل والعشائر في سيناء لتأمين هذه الجبهة، وفي فبراير بدأت قوى علمانية تحرير توكيلات للسيسي بإدارة شؤون البلاد، وأكد الدكتور على زيدان عضو اللجنة العليا للحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي أن جبهة الإنقاذ الوطني مازالت متمسكة بشروطها لقبول حوار وطني مع مؤسسة الرئاسة، وعلى رأس تلك الشروط أن يكون الحوار تحت رعاية السيسي، وكانت المليونية الأولى لدعم الجيش في الأول من فبراير في محيط النصب التذكاري بمدينة نصر.

في هذه الأثناء نقلت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية عن دبلوماسيين قولهم إنه يُعتقد أن "السيسى" و"صبحى" تم تشجيعهما من قبل الولايات المتحدة التى تقدم للجيش مساعدات سنوية تقدر بـ 1.3 مليار دولار، وتحدثوا عن سلسلة من المكالمات الهاتفية بين "السيسى" ووزير الدفاع الأمريكى السابق ليون بانيتا ومساعديه. وفي جلسة بالكونجرس الأمريكي، وقف عضو لجنة التسليح بمجلس الشيوخ الأمريكى، السيناتور «جيمس إنهوف» ليقول بصراحة: الجيش المصري صديقنا ومرسي عدونا.

تصاعدت نبرة العسكر، وقال رئيس هيئة الأركان الفريق صدقى صبحى إن القوات المسلحة يمكن أن تقوم بدور إذا "تعقدت" الأمور، وزعم موقع "ستراتفور" الاستخباراتى الأمريكى أن وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى قد التقى سرا مع كل من محمد البرادعى وعمرو موسى عضو جبهة الإنقاذ الوطنى المعارضة قبل إجراء الحوار الوطنى فى 31 يناير. زعم الموقع الاستخباراتي أنه لا يعرف تفاصيل اللقاء، لكن اليوم السابع نقلت عن مصدر عسكري لم تسمه أن الخبر عارٍ عن الصحة.
في هذه الفترة بدأ أهالي سيناء يشعرون بالقلق بسبب قرار السيسي حظر تملك الأراضي المتاخمة للحدود، وقالوا إن قرار السيسي يخالف توجيهات الرئيس مرسي في 5 أكتوبر بالعريش، لكن السيسي سارع إلى طمأنتهم.

توالت الاتصالات الأمريكية فالتقى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بـ "السيسى" في مارس بمقر وزارة الدفاع وبالرئيس، وأجرى السيناتور روبرت كاسى عضو لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكى لقاءً آخر بالسيسي.

انطلقت في الشهر نفسه مسيرة بالعشرات إلى "المنطقة الشمالية العسكرية" للمطالبة بعودة الجيش إلى إدارة البلاد، وصرح مصدر عسكري أن "السيسى" أمر بتشكيل لجنة لفحص مضبوطات أقمشة زى الجيش التي استوردتها إحدى شركات ملابس الأطفال، وروجت وسائل إعلام أن الإخوان سيستخدمونها لأعمال عنف وسيلصقونها بالجيش.

بدأ العد التنازلي قبل شهرين من الانقلاب: سد النهضة، مشكلتا الكهرباء والسولار، تمثيلية اختطاف الجنود التي انتهت بتحريرهم دون قتل الخاطفين أو القبض عليهم رغم ادعاء الجيش محاصرة الخاطفين. كانت تمثيلية لتقديم السيسي جنرالا مخلِّصا منقذا. التقى السيسي بالفنانين وبدأ تقديم سلسلة من التصريحات الممهدة للانقلاب إلى حد وصف الشيخ حازم صلاح أبو إسماعيل إياه بالممثل العاطفي، وهو ما استدعى هجوما إعلاميا على الرجل بسلسلة من المقالات والبلاغات.

وبحسب صحيفة وول ستريت جورنال نقلا عن مقربين لجبهة الإنقاذ، فإن الاجتماعات بين القادة العسكريين وقادة المعارضة ازدادت مع اقتراب الإطاحة بمرسي، وضمت هذه الاجتماعات معاونين للدكتور محمد البرادعى وعمرو موسي وحمدين صباحي. وأضافت الصحيفة أن بعض هذه الاجتماعات جرى في نادي ضباط البحرية، حيث أخبر قادة الجيش المعارضة بأنه إذا كانت التظاهرات كافية فإن الجيش لن يكون أمامه خيار سوى التدخل، وستسير الأمور بالضبط كما سارت مع مبارك. وأشارت الصحيفة إلى اعتراف المتحدث العسكري أحمد علي بعملية تعارف بشخصيات لم يكن للجيش من قبل تعاملا كبيرا معها. وهو الادعاء الذي لم ينفِه وزير الخارجية في حكومة الانقلاب في حوار مع مذيع بي بي سي ألان ليتل بتاريخ 6 أغسطس 2013.

قبل ثلاثة أيام من الانقلاب، أبدى رئيس حزب النور يونس مخيون مرونة كبيرة حيال الانقلاب بتصريحات لوكالة رويترز قال فيها: "لو وصلنا إلى مرحلة هل احنا مع حرب أهلية ولا الجيش فشيء طبيعي هنقول الجيش."

حدث الانقلاب ولا تزال الولايات المتحدة ترفض وصفه بالانقلاب كي لا تتوقف المساعدات العسكرية المقدمة للسيسي وغيره من القيادات الموالية لواشنطن. حدث الانقلاب وأثق أنه سيفشل، لكنه سيكون درسا للجميع كي نتوب جميعا من احترام الديمقراطية والقوانين الوضعية التي لا يستحي الآخرون من الانقلاب عليها عند الحاجة. كي نتوب جميعا من سياسة الاحتواء التي انتهجها الإسلاميون، وتسببت في تمييز العسكر في الدستور واستمرار انخراطهم في الحياة المدنية إلى حد إنشاء الطرق والكباري ومحطات تحلية المياه!

يقول روبرت فيسك في مقاله بصحيفة إندبندنت بتاريخ 21 يوليو إن زيارة نائب وزير الخارجية الأمريكى ويليام برنز الأخيرة لمصر تشير إلى أن واشنطن تفضل الجنرالات على الديمقراطيين في الأماكن الملتهبة.

أرشيف المدونة الإلكترونية

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

المساهمون

مدونه اف اح