عبر الحجاب الحاجز -1-
=====
بدأ اليوم عاديا، روتينيا، في هيئة النهي عن المعروف والأمر بالمنكر.
تثاءب الأستاذ (لئيم المحروقي) بقوة، حتى أن أوراق المكتب التي أمامه طارت مسرعة نحو فمه بقوة السحب الإعصارية التي تكونت في الغرفة!!
ثم لما هدأت العاصفة، وعاد السكون يسود غرفة مكتبه، تناول كوب الماء المعكر بيده اليسرى وأخذ يرشف منه رشفات بطيئة متتالية، وهو مستغرق تماما في قراءة تقرير نشاطات الهيئة في اليوم السابق.
لم يكن هذا الخمول غريبا على مدير إدارة الأزمات. فمع أن طبيعة عمله تحتم عليه أن يتمتع بهدوء شديد للتعامل مع الطوارئ بذهن صاف، إلا أن خمول أستاذ (لئيم) لم يكن لمناسبته لطبيعة المنصب بقدر ما هو نتيجة مباشرة لندرة وجود أي أعمال فعلية تُعرض على إدارته!
يستطيع أن يعد على مخالب اليد الواحدة عدد المرات التي تم استدعاء إدارته فيها خلال المئة عام السابقة، لدرجة أنه بدأ يظن أن باقي الإدارات في المملكة نست وجوده تماما، وأنه أصبح أسطورة خرافية كالتي تحكيها الأمهات للصغار قبل النوم.
ولم يكن يسوءه هذا في شيء..
فأزمات نادرة = مملكة مستقرة.
ابتسم لنفسه في غبطة، وقال في صوت خافت: "كل شيء هادئ و Peace في مملكة إبليس"
وهنا انفجر باب الغرفة مفتوحا، واقتحم مساعده (ظلوم) المكان، يسبقه كرشه، وعيناه جاحظتان تنبئان بهلع ما بعده هلع!!
وعرف الأستاذ (لئيم) أنه تعجل عندما ابتسم.. فمن الواضح أنه لن يكون يوما عاديا..
لن يكون يوما عاديا على الإطلاق.
=====
(يُتبع)
=====
بدأ اليوم عاديا، روتينيا، في هيئة النهي عن المعروف والأمر بالمنكر.
تثاءب الأستاذ (لئيم المحروقي) بقوة، حتى أن أوراق المكتب التي أمامه طارت مسرعة نحو فمه بقوة السحب الإعصارية التي تكونت في الغرفة!!
ثم لما هدأت العاصفة، وعاد السكون يسود غرفة مكتبه، تناول كوب الماء المعكر بيده اليسرى وأخذ يرشف منه رشفات بطيئة متتالية، وهو مستغرق تماما في قراءة تقرير نشاطات الهيئة في اليوم السابق.
لم يكن هذا الخمول غريبا على مدير إدارة الأزمات. فمع أن طبيعة عمله تحتم عليه أن يتمتع بهدوء شديد للتعامل مع الطوارئ بذهن صاف، إلا أن خمول أستاذ (لئيم) لم يكن لمناسبته لطبيعة المنصب بقدر ما هو نتيجة مباشرة لندرة وجود أي أعمال فعلية تُعرض على إدارته!
يستطيع أن يعد على مخالب اليد الواحدة عدد المرات التي تم استدعاء إدارته فيها خلال المئة عام السابقة، لدرجة أنه بدأ يظن أن باقي الإدارات في المملكة نست وجوده تماما، وأنه أصبح أسطورة خرافية كالتي تحكيها الأمهات للصغار قبل النوم.
ولم يكن يسوءه هذا في شيء..
فأزمات نادرة = مملكة مستقرة.
ابتسم لنفسه في غبطة، وقال في صوت خافت: "كل شيء هادئ و Peace في مملكة إبليس"
وهنا انفجر باب الغرفة مفتوحا، واقتحم مساعده (ظلوم) المكان، يسبقه كرشه، وعيناه جاحظتان تنبئان بهلع ما بعده هلع!!
وعرف الأستاذ (لئيم) أنه تعجل عندما ابتسم.. فمن الواضح أنه لن يكون يوما عاديا..
لن يكون يوما عاديا على الإطلاق.
=====
(يُتبع)
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق