ضعف المسلمين اليوم أسبابه عديدة وتفوق الحصر، لكن هنا سأركز على تهاونهم في معافبة أعدائهم، بمناسبة الفيلم المسيء للرسول صلى الله عليه وسلم والذي أنتجه نصارى مصر القاطنين خارجها بمساعدة أمريكية إسرائيلية كما تقول التقارير الإخبارية.
هل تعلم مثلا أن الإسلام كان يعي منذ البداية أثر الإعلام في هدم أو بناء الدول؟.. طبعا أشهر مثال هو شاعر الرسول وكيف كان حسان بن ثابت يهجو أعداء الإسلام بأبيات تثيرهم وتفضحهم وتنتشر بين القبائل العربية كالنار في الهشيم.
وفي الطرف المقابل كان كفار مكة واليهود يستخدمون نفس الطريقة للهجوم على المسلمين ودولتهم الوليدة حينئذ، وأشهر حادثة تمثل هذا الأمر هي قصة كعب بن الأشرف المولود من أب عربي وأم يهودية، وكيف أرسل الرسول صلى الله عليه وسلم فريقا صغيرا يتكون من بضعة رجال لاغتياله في عقر داره!
فلو قرأت حديق مقتل كعب في صحيح البخاري لرأيت كيف رد المسلمون على شعر ابن الأشرف الذي شبب بنساء المسلمين في أبياته وسب الرسول وآذى الله وهاجم الإسلام. لكن المشكلة أن بعض المسلمين الآن داخلتهم أخلاق كنسية تدعو للخوار أمام الهجوم، وأن تعطي خدك الأيسر لمن ضرب خدك الأيمن، ولم تفكر حكومة واحدة في إرسال فريق مخابراتي يغتال من هاجموا الرسول، ليكونوا عبرة لمن يعتبر!
-----
وبمناسبة ذكر هذه الحادثة التاريخية.. هل تعلم أن فولتير الكاتب الفرنسي العلماني الماسوني ألف مسرحية يسخر فيها من الرسول صلى الله عليه وسلم وتدور حبكتها الأساسية حول قصة اغتيال كعب؟!
المسرحية اسمها (التعصب، أو محمد الرسول)
Le fanatisme, ou Mahomet le Prophete
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق