لن تصبح الثورة المصرية حقيقة طالما المناهج التعليمية على حالها!
مشكلة هذه المناهج ليست في مجرد "خطأ" ما تعلمه للطلاب بل في ما تتجنب ذكره، وتحجبه عن جيل لم يتعود القراءة خارج الكتب المدرسية!
فهي في الحقيقة حشو لمادة تعليمية غير مهمة بغرض الاستيلاء على أي وقت فراغ لدى الطالب قد يؤدي به لإشباع فضوله المعرفي - إن كانت المناهج مختصرة وتركز على تعليمه طرق البحث عن المعلومة في المقام الأول دون تقديمها له بسهولة فينساها فيما بعد! - وهذا الفضول المعرفي هو الفارق بين أي طالب يحب العلم وآخر يكرهه.
من من أجيال الطلبة الحاليين يعرف أبا فهر محمود محمد شاكر علامة اللغة العربية والأدب الذي كتب وألف عشرات الكتب التي لم يسبق إليها؟!
من من طلبة الجامعات سمع عن أحمد فارس الشدياق أمير النثر العربي الذي كاد يفوق الجاحظ في موسوعيته الأدبية وظرف مؤلفاته وغزارتها؟!
من من دارسي كليات الآداب قرأ حديث عيسى بن هشام للمويلحي والذي يعتبر أول رواية عربية في العصر الحديث؟!
الشدياق - المويلحي - شاكر |
لو كنا دولة تحترم عقلية طلاب العلم فيها لما أخفينا هذه الدرر عنهم، لمجرد أنها تربي العقلية الناقدة للقارئ وتساعده على بناء شخصية ثقافية مستقلة، مما يؤدي بالضرورة إلى زيادة وعيه وتمرده على القوالب الثقافية المفتعلة والفارغة التي تصدرها وزارة "الثقافة" وأدباء حظيرة (فاروق حسني) إلى اليوم!!
لا عجب أن يكره التلاميذ القراءة إذا كان كل تصورهم عنها هو ما يتم تلقينه لهم في مناهجهم العقيمة.
لكن الأعجب هو أن يستمر الحال على ما هو عليه بعد الثورة، وكأن جريمة مبارك الوحيدة كانت سرقة الأموال وقتل المتظاهرين ولم يكن العامل الأساسي في انتشار الجهل بين المصريين ولا كان ناشرا للإباحية الأدبية والسطحية الفكرية طوال سنوات حكمه!!
لا يوجد تعليقات
أضف تعليق